المولد النبوي في اليمن.. حشود مليونية تجدد الانتماء للإرث المحمدي والهوية الجامعة
البيضاء نت | محلي
شهدت مختلف الساحات والميادين في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، السبت، حشودًا مليونية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، في مشهد بات يتكرر سنويًا، ليؤكد أن المناسبة لم تعد مجرد طقس ديني، بل فعل وعي جمعي يعكس عمق الهوية الإيمانية للشعب اليمني.
ويرى مراقبون أن هذه المشاركة الواسعة، في ظل ظروف معيشية واقتصادية صعبة، تعبّر عن ارتباط اليمنيين برسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، باعتبارها مصدر إلهام عملي في الحياة اليومية، وليست مجرد رمزية عاطفية.
الاحتفال الذي اتسع نطاقه ليشمل كل المحافظات، حمل أبعادًا سياسية إلى جانب الدينية، إذ مثّل رسالة واضحة تؤكد وحدة الشعب اليمني حول الإرث المحمدي، ورفضه محاولات التبعية الثقافية أو طمس الهوية الإسلامية. كما شكّل الحضور الجماهيري الكبير تعبيرًا عن وعي جمعي يجعل من الهوية الإيمانية شكلًا من أشكال المقاومة في مواجهة التحديات والعدوان.
ويربط كثيرون هذا الحضور المتجذر بتاريخ اليمن الطويل مع الرسالة المحمدية، حيث كان من أوائل البلدان التي احتضنت الدعوة وأسهمت في نشرها، وهو ما جسّدته شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، التي لا تزال حاضرة بقوة في وجدان اليمنيين.
وبذلك، تحوّل المولد النبوي في اليمن إلى حدث ديني وسياسي وثقافي واجتماعي شامل، يُجدّد فيه الشعب تمسكه بهويته الإيمانية الجامعة، ويؤكد من خلاله أن الانتماء لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هوية وكرامة ومصدر قوة في مواجهة التحديات.