المولد النبوي في اليمن: تلاحم شعبي ووعي حضاري يتجاوز الاحتفال التقليدي

البيضاء نت | محلي 

 


شهدت اليمن هذا العام إحياءً استثنائيًا للمولد النبوي الشريف، حيث تحوّلت الاحتفالات إلى مشهد حضاري يعبّر عن وعي شعبي عميق وتلاحم متجدد مع رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لم يكن المشهد مجرد حشد جماهيري تقليدي، بل لوحة حية توثق العلاقة بين العقيدة والواقع، وتعكس محبة الشعب والتزامه العملي بالرسالة النبوية.

وجاءت المشاركة الجماهيرية في الساحات بمثابة مدرسة عملية تعلّم دروس العزة والانتماء والهوية، حيث تجسّد الولاء للنبي ليس كحالة وجدانية مؤقتة، بل كمنهاج حياة يترجم على الصعيدين السياسي والاجتماعي والثقافي.

ويبرز هذا الحشد الفريد كظاهرة تتخطى الحدود، مؤكّدًا ارتباط الشعب بالقرآن الكريم وبالرسول كرمز ومنهج، ومعلنًا قدرة الأمة على حماية هويتها من محاولات التغريب والتحريف، كما يعكس تضامن اليمن مع فلسطين وكل المستضعفين في العالم.

ولم يقتصر الاحتفال على الزينة والطقوس الرمزية، بل شهد التزامًا جماعيًا وممارسة عملية للهوية، حيث حملت الشعارات والهتافات صدى موحدًا ضد الاستكبار، مؤكدًا أن ذكرى المولد النبوي أصبحت قوة محرّكة للوعي الشعبي وتعبيرًا حيًا عن الولاء والعمل اليومي.

وبهذه المناسبة، أرسلت اليمن رسالة واضحة للعالم: الهوية الصلبة والتمسك بالرسول يمكن أن يتحول إلى قوة حضارية وسياسية تغيّر مجرى الواقع، ويجعل الاحتفال بالمولد النبوي مشروعًا متجددًا يعيد للأمة روحها ويصنع من التلاحم الشعبي مدرسة وعي تتجاوز حدود الجغرافيا لتصل إلى الأمة كلها.