21 سبتمبر ثورة حقيقية.. ترفض التبعية وتنصُر المظلومية
البيضاء نت | مقالات
بقلم / شاهر أحمد عمير
جوهرُ الموقف لثوار 21 سبتمبر رفضُ التبعية والهيمنة وإسنادٌ حقيقي لمظلومية القضية الفلسطينية.. وهو ما تجسّد واقعًا. ويقولها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب،: القرار اليمني لن يُصادر، وَاليمن سيظل حُرًّا عصيًّا على الوصاية، حاضرًا في معركة الأُمَّــة ضد أعدائها.
منذ فجر التاريخ، واليمن يمثل أرضًا للحضارة والكرامة، لم يقبل شعبه الوصاية أَو الخضوع مهما عظمت التحديات.
واليوم، تبرز قضية السيادة الوطنية كقضية مصيرية لا تقل أهميّةً عن معارك التحرّر من الاستعمار القديم، بل لعلها أشد خطرًا أمام تعقيدات العصر الحديث وتداخل المصالح الدولية والإقليمية.
لقد شكّلت ثورة 21 سبتمبر 2014 محطة مفصلية في تاريخ اليمن الحديث، حَيثُ كسرت القيود التي فرضتها “حكومة السفارات” وأعادت الاعتبار لقرار الشعب اليمني الحر.
هذه الثورة لم تكن مُجَـرّد انتقال سياسي، بل كانت تعبيرًا عن رفضٍ عميق لأي شكل من أشكال الوصاية الأجنبية.
ومن هنا، أصبحت السيادة الوطنية ليست شعارًا، بل ممارسة عملية تجسدت في استقلال القرار السياسي، وتعزيز الهُوية الوطنية، والتمسك بحق الشعب في تقرير مصيره.
قال الله تعالى: “وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا” [النساء: 141]، وهي آية تختصرُ جوهرَ الموقف اليمني في رفض التبعية والهيمنة وإسناد حقيقي لمظلومية القضية الفلسطينية.
لكن السيادة لا تتحقّق إلا بالمواجهة المُستمرّة لجملة من التحديات، من أبرزها استمرار التدخلات الخارجية، حَيثُ ما زالت السعوديّة والإمارات ومعهما واشنطن ولندن تسعى لإبقاء اليمن ساحة نفوذ لها، سواء عبر الحرب المباشرة أَو عبر أدواتها من المرتزِقة المحليين.
كما يشكل القرار العدائي بنقل البنك المركزي إلى عدن، ومحاولات خنق الاقتصاد اليمني، أدوات لإضعاف السيادة الوطنية وإخضاع الشعب عبر لقمة عيشه، بينما تهدّد النزاعات الداخلية التي يُغذّيها الخارج وحدة الصف اليمني وتعرقل بناء دولة قوية ومستقلة.
اليوم، على اليمنيين أن يستلهموا من تاريخهم الطويل في مقاومة الاستعمار ليواجهوا أشكال الاستعمار الجديد.
فالسيادة ليست منحة من أحد، بل هي ثمرة نضال وصبر وتضحيات جسام.
وقد أثبت الشعب اليمني، بوعيه وصموده، أنه قادر على حماية استقلاله رغم كُـلّ الضغوط، وكلما اشتد الحصار والعدوان، زاد الشعب إصرارا على التمسك بحقه في الحرية والاستقلال.
ويقولها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أكثر من خطاب: القرار اليمني لن يُصادر، وَاليمن سيظل حُرًّا عصيًّا على الوصاية، حاضرًا في معركة الأُمَّــة ضد أعدائها.
وفي الختام، فَــإنَّ السيادة الوطنية هي جوهر بقاء اليمن، وضمانة مستقبله، ولن تتحقّق إلا بوحدة الموقف الداخلي، والاعتماد على الذات، ومواصلة الصمود أمام العدوان، ومهما طال الزمن، سيبقى اليمن أرضًا لا تقبل أن يكون عليها وصي، ولن ترى الدنيا على ترابه وصيًّا أبدًا.