مسؤولون وخبراء ..: ثورة 21 سبتمبر أنهت حكم السفارات والوصاية الأمريكية الغربية
البيضاءنت | محمد المنصور | المسيرة نت
: مضت أكثرُ من عشرِ سنواتٍ على ثورةِ الحادي عشرِ من سبتمبرَ المجيدةِ التي وضعت حدًّا للهيمنةِ والتدخلاتِ الخارجيةِ، وكسرت قيودَ الوصايةِ، وأعادت رسمَ السيادةِ الوطنيةِ على أرضِ الواقعِ.
وعلى الرغمِ من الفترةِ الزمنيةِ القصيرةِ، والتحدياتِ الكبيرةِ التي تعصف بالثورةِ، وفي مقدّمتها العدوانُ الأمريكيُّ السعوديُّ الإماراتيُّ الصهيونيُّ على بلادِنا، إلّا أنّ المكاسبَ عظيمةٌ، وتحديدًا في الجانبِ العسكريِّ والأمنيِّ، فاليمنُ اليومَ أصبح في مصافِّ الدولِ المتقدّمةِ في امتلاكِ التقنيةِ العسكريةِ، وبات يشكّل كابوسًا للأعداءِ وشوكةً في حلوقِهم.
وفي هذا الشأنِ يقول القائمُ بأعمالِ وزيرِ العدلِ وحقوقِ الإنسانِ إبراهيمُ محمّدٌ الشامي إنّ الثورةَ تحافظ على سيادةِ اليمنِ وتدافعُ، وتحمي أراضيه، وتصون مقدّراتِه وثرواتِه من السلبِ والنهبِ، مشيرًا إلى أنّ الشعبَ اليمنيَّ العظيمَ يشهد التضحياتِ الجِسامَ التي يسطرها المجاهدون بدمائِهم الزكيّةِ في سبيلِ اللهِ، دفاعًا عن مظلوميّةِ هذا الشعبِ في وجهِ طغاةِ العالمِ، معتبرًا أنّ الفضلَ بعد اللهِ سبحانه وتعالى يعود للقيادةِ القرآنيّةِ الحكيمةِ والشجاعةِ ممثّلةً بالسيدِ القائدِ عبدالملكِ بن بدرِ الدينِ الحوثي –يحفظُه الله– ومن خلفِه كلُّ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ الأحرارِ، من قوىً ومكوّناتٍ سياسيةٍ ومجتمعيةٍ.
ويرى أنّ حكمةَ القيادةِ وحنكتَها وشجاعتَها تعزّز اتخاذَ القرارِ وتزيد من فرصِ نجاحِه، بينما يرفع الاصطفافُ الشعبيُّ الواسعُ قوّةَ الثورةِ وصلابتَها في مواجهةِ العواصفِ، منوهاً إلى أنّ اليمنَ قبل اندلاعِ الثورةِ كان يرزح تحت براثنِ الوصايةِ الخارجيةِ وحكمِ السفاراتِ، وكانت القوى السياسيةُ تفرّط في استقلالِ وحريةِ أبناءِ الشعبِ اليمنيِّ المجاهدِ.
ويضيف أنّ الثورةَ المباركةَ تحمل مشاعلَ العزّةِ والكرامةِ والإباءِ اليمنيِّ، وأعادت لليمنَ ناصيةَ قرارِه وإرثَه التاريخيَّ والحضاريَّ المشرفَ، وأصبحت رافعةً أمينةً ومتينةً لتطلّعاتِ الشعبِ اليمنيِّ وقيمِ الحريةِ والاستقلالِ.
ويرى القاضي أنّ ثورةَ 21 سبتمبرَ انتصرت للأرضِ والإنسانِ والهويةِ، وانطلقت من إرادةِ الشعبِ دون تدخّلٍ أجنبيٍّ أو إملاءاتٍ خارجيةٍ، وصوبت مسارَ الثوراتِ السابقةِ، لتنتصر لأهدافِها، ويتجلّى ذلك في القضاءِ على نظامِ العمالةِ والارتهانِ وبناءِ جيشٍ وطنيٍّ قويٍّ متسلّحٍ بالوطنيةِ والإيمانِ، قادرٍ على حمايةِ الثورةِ والدفاعِ عن مكتسباتِها.
ويضيف أنّ الثورةَ منعت تنفيذَ مخطّطِ تمزيقِ اليمنِ إلى أقاليمَ وكنتوناتٍ متنازعةٍ، وأعادت اليمنَ من موقعِه الاستراتيجيِّ على البحرِ الأحمرِ المطّلِ على مضيق بابِ المندبِ إلى لاعبٍ محوريٍّ وقوّةٍ رادعةٍ في المعادلةِ الإقليميةِ والدوليةِ، يُحسب لها ألفُ حسابٍ، لا سيّما في مواجهةِ الهيمنةِ الأمريكيةِ ودعمِ القضيةِ الفلسطينيةِ.
ويرى الشامي أنّ ثورةَ 21 سبتمبرَ أنهت مراحلَ الوصايةِ والتدخلاتِ الأمريكيةِ السافرةِ، وأعلنت ميلادَ يمنٍ جديدٍ شعارُه الحريةُ من الوصايةِ والارتهانِ، واستقلالُ القرارِ، وبناءُ دولةِ المؤسساتِ، وتعزيزُ العدالةِ والتنميةِ، ومراكمةُ القوّةِ الداخليةِ عبر المصالحةِ والتماسكِ المجتمعيِّ والوحدةِ الوطنيةِ في يمنٍ يحتوي جميعَ أبنائِه.
من جهته، يشير نائب وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار أحمد محمد الشوتري إلى أنّ الثورةَ المجيدةَ 21 سبتمبرَ تأتي كحاجةٍ وطنيةٍ وشعبيةٍ ملحّةٍ، معبّرةً عن تطلّعاتِ الجماهيرِ اليمنيةِ التي تتحرك بدافعٍ وطنيٍّ لإيقافِ مسلسلِ الفسادِ والوصايةِ الخارجيةِ.
ويضيف في حديثه لموقع “المسيرة نت” أنّ الثورةَ أنقذت الشعبَ اليمنيَّ من المخطّطِ التدميريِّ الخطيرِ الذي رسمته القوى الاستعماريةُ الدوليةُ عبر أدواتِها الإقليميةِ والمحليةِ، مشيراً إلى أن الثورةَ المجيدةَ تمثّل صرخةً شعبيةً مدويّةً، ترفض الاستسلامَ للظلمِ والاستغلالِ، وتضع حدًّا لفسادِ القوى النافذةِ وسيطرةِ القوى الخارجيةِ التي تستنزف خيراتِ البلادِ.
ويقول إنّ اليمنَ عانى قبل الثورةِ من تدهورٍ اقتصاديٍّ وسياسيٍّ كبيرٍ، تحت وصايةٍ خارجيةٍ واضحةٍ، فالقراراتُ المصيريةُ لم تكن تتخذ إلّا بمباركةِ قوىً إقليميةٍ ودوليةٍ، فتحولت الثرواتُ الوطنيةُ إلى مكاسبَ شخصيةٍ لفئةٍ قليلةٍ من المتنفّذين، منوهاً إلى أن الثورةَ المجيدةَ 21 سبتمبرَ حققت استقلالًا سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا، ومنحت اليمنَ القدرةَ على اتخاذِ قراراتِها المعبّرةِ عن تطلّعاتِ الشعبِ، كما تؤكّد موقفَه المشرفَ في نصرةِ أبناءِ الشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزةَ.
ويرى أنّ الثورةَ تحمل بعدًا استراتيجيًّا، وأحدثت تحوّلاتٍ جذريةً على المستوى الداخليِّ والإقليميِّ والدوليِّ، حيث حررت القرارَ الوطنيَّ من الوصايةِ الخارجيةِ، وبنت جيشًا وطنيًّا قويًّا قادرًا على الدفاعِ عن الوطنِ وإسنادِ المستضعفينَ، وفرضت معادلاتِ ردعٍ استراتيجيةً.
ويقول الشوتري إنّ الثورةَ تؤسّس لمسارِ استقلالٍ اقتصاديٍّ وثقافيٍّ، من خلال تعزيزِ الإنتاجِ المحليِّ وتقليلِ الاعتمادِ على الاستيرادِ، وتجمع الجماهيرَ خلف المشروعِ التحرّري بقيادةِ السيدِ القائدِ عبدالملكِ بدرِ الدينِ الحوثي، مع دورٍ محوريٍّ للقبيلةِ في دعمِ وإنجاحِ الثورةِ وترجمةِ أهدافِها الوطنيةِ الجامعةِ.
ويضيف أنّ القبيلةَ اليمنيةَ تتقدّم اليومَ ساحاتِ الدفاعِ عن غزةَ ومقاومتِها الشجاعةِ، وترفض التنازلَ عن موقفِها الدينيِّ والأخلاقيِّ، وتؤكّد استمرارَ دعمِها ومساندتِها مهما كانت التحدياتُ والمؤامراتُ.
أما نائب وزير النفط والمعادن الأستاذ محمد محسن النجار، فيؤكد أن الثورةَ المجيدةَ 21 سبتمبرَ منعت قوى الاستكبارٍ العالميٍّ من فرضِ الوصايةِ أو التحكّمِ بأيِّ بلدٍ عربيٍّ، لأنّها تسعى لتغييرِ الواقعِ بما يخدم استقلالَ الأمةِ ويصون مصالحَها، موضحاً أنّ الثورةَ الحقيقيةَ تغيّر ثقافةَ الفردِ وقلبَ الإنسانِ كأساسٍ لكلِّ تغييرٍ آخرَ، وتستفز العدوَّ بقوّةٍ، وهو ما حصل فعليًّا في مواجهةِ قوى الاستكبارِ العالميِّ التي حرّكت كلَّ أدواتِها لإجهاضِ الثورةِ بكلِّ الوسائلِ.
ويرى أنّ الثورةَ المجيدةَ تختلف عن أحداثِ “الربيعِ العربيِّ” التي جهّزها وأخرجها العدوُّ الأمريكيُّ والإسرائيليُّ والغربيُّ لدعمِ أجنداتِهم، بينما الثورةُ اليمنيةُ ترفع رايةَ الاستقلالِ وتحمي القرارَ الوطنيَّ، وتنهي حكمَ السفاراتِ والوصايةَ الأمريكيةَ والغربيةَ، وحولت اليمنَ من بلدٍ ضعيفٍ متسوّلٍ للمساعداتِ إلى قوّةٍ ذاتِ سيادةٍ واستقلالٍ.
ويقول إنّ اليمنَ كان يعيش قبل الثورةِ واقعًا كارثيًّا، حيث لا توجد برامجُ وخططٌ وطنيةٌ حقيقيةٌ، وتتحكم القوى الخارجيةُ بمفاصلِ الدولةِ وقراراتِها، ويعمل الكادرُ الوطنيُّ تحت إشرافٍ أجنبيٍّ، فيما تتحكم السفاراتُ والمنظماتُ الدوليةُ والبنكُ الدوليُّ بكلِّ تفاصيلِ العملِ الحكوميِّ، مضيفاً أنّ الثورةَ المجيدةَ تؤسّس قيادةً وطنيةً صادقةً، وتنهض بحكومةٍ وطنيةٍ ببرنامجٍ يعزّز البناءَ والتنميةَ والاكتفاءَ الذاتيَّ، ويؤسّس قوّةً عسكريةً تحمي القرارَ والثروةَ والتنميةَ، وتفرض إرادةَ الشعبِ، وتنهي الفتنَ والخلايا الإرهابيةَ والاستخباراتيةَ التي تهدّد الوطنَ.
وينوه إلى أنّ الثورةَ المجيدةَ 21 سبتمبرَ حققت مكاسبَ استراتيجيةً على المستوى الإقليميِّ والعالميِّ، وأعادت اليمنَ إلى موقعِ القوّةِ المؤثرةِ، فدافعت عن الأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ، ودعمت المستضعفينَ في فلسطينَ، وأثبتت للعالمِ أنَّ اليمنَ أصبح رافعةَ عزّةٍ وسيادةٍ وكرامةٍ، مبيناً أنّ أثرَ الثورةِ يظهر عالميًّا، حيث عبّر فنانون وناشطون أجانبٌ عن تقديرِهم لدورِ اليمنِ الذي أعاد الأملَ والأمنَ في مواجهةِ الظلمِ.
ويرى النجارُ أن الثورةَ المجيدةَ 21 سبتمبرَ جاءت كضرورةٍ حتميةٍ وإنقاذٍ للعالمِ في زمنٍ بلغت فيه قوى الاستكبارِ ذروتَها، موجهاً التهاني للسيد القائدِ عبدالملكِ بدرِ الدينِ الحوثي، ومجدداً العهدِ بالوفاءِ لشعبِ اليمنِ ودماءِ الشهداءِ والمرابطينَ، مؤكّداً التمسك بمبادئِ الثورةِ والثباتَ على دربِها نحو النصرِ المبينِ بإذنِ اللهِ.