جيش الاحتلال يواجه أزمة نفسية غير مسبوقة بين جنوده منذ حرب 1973

البيضاء نت | تقرير 

كشفت بيانات صادرة عن منظمة إسرائيلية متخصصة في الدعم النفسي والخدمات الصحية النفسية عن تصاعد ملحوظ في الطلب على المساعدة بين الإسرائيليين والجنود منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر 2023.

وقالت منظمة “إران – الإسعافات الأولية النفسية”، العاملة على مدار الساعة، إنها تتلقى نحو 3500 مكالمة استغاثة يوميًا، بزيادة قدرها 500% مقارنة بالمعدل المعتاد، وهو رقم لم يسجَّل منذ تأسيس المنظمة عام 1971. وأضافت أن إجمالي الاستفسارات خلال العامين الماضيين بلغ نحو 637 ألف طلب، 57% منها من النساء و43% من الرجال، منها أكثر من 13 ألف مكالمة تتعلق بأفكار انتحارية بمعدل 18 مكالمة يوميًا.

كما سجلت المنظمة تزايدًا في طلبات الدعم النفسي من قوات الأمن، حيث بلغ إجمالي الطلبات المقدمة من الجنود نحو 120 ألف طلب خلال العامين الماضيين، وأوضح 23.8% منهم أنهم يعانون من آلام نفسية أو اكتئاب أو ضائقة حادة، و35.7% من الشعور بالوحدة، بينما يعاني 9.1% من مشاكل في العلاقات الشخصية.

تأثيرات نفسية عميقة على الجنود

 

تشير التقارير إلى أن الجنود الإسرائيليين العائدين من مناطق النزاع في غزة يعانون من اضطرابات نفسية متزايدة تشمل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الاكتئاب، القلق، ونوبات الهلع، إضافة إلى ميول انتحارية. ويعتبر ما يعرف بـ “اضطراب الهوية” أحد أبرز النتائج النفسية الناجمة عن المشاركة في أعمال قتالية تؤثر على القيم الأخلاقية للجنود.

كما لوحظ ظهور أعراض جسدية مرتبطة بالضغط النفسي الحاد، مثل التبول اللاإرادي، الهلوسات، الوسواس القهري، والفصام، ما يعكس حجم الأزمة النفسية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي.

حالات الانتحار والإعاقات

 

شهدت إسرائيل ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار بين الجنود، حيث سجلت 19 حالة منذ مطلع عام 2025، إضافة إلى 10 حالات أخرى منذ بداية الحرب، فيما طلب أكثر من 10 آلاف جندي احتياطي خدمات الصحة النفسية. وأظهرت تقارير عبرية أن نحو 70 ألف جندي يتلقون العلاج في أقسام إعادة التأهيل، منهم 35% بسبب مشكلات نفسية، ومن المتوقع أن يواجه نحو 40% من الجرحى المستقبليين أمراضًا نفسية.

أسباب الأزمة

 

تشير التحليلات إلى أن استمرار الحرب لفترة طويلة دون أهداف واضحة، بالإضافة إلى مشاهدة الجنود لأشلاء المدنيين والدمار المروع في غزة، أدى إلى تفاقم الضغوط النفسية وفقدان السيطرة والتركيز، مما جعل الأزمة النفسية الحالية من أكبر المشكلات التي تواجه جيش الاحتلال منذ حرب 1973.

الخلاصة:


أدت الحرب في غزة إلى أضرار نفسية جسيمة على جنود الاحتلال الإسرائيلي، حيث تظهر الإحصاءات ارتفاعًا غير مسبوق في حالات الاكتئاب، اضطرابات ما بعد الصدمة، الانتحار، والإعاقات النفسية والجسدية، مع استمرار غياب الاعتراف الرسمي بالآثار الحقيقية لهذه الحرب على الجنود والمجتمع الإسرائيلي على المدى الطويل.