صحفي فلسطيني يكشف تفاصيل التعذيب الإسرائيلي: “عدستي هي سلاحي الوحيد”

البيضاء نت | عربي دولي 

 

كشف الصحفي الفلسطيني الأسير المحرر، شادي أبو سيدو (35 عامًا)، عن تفاصيل صادمة للتعذيب الذي تعرض له خلال عشرين شهرًا قضّاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية عمله الصحفي وتوثيقه جرائم الإبادة في قطاع غزة.

ونقل مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) عن أبو سيدو قوله إن قوات الاحتلال اعتقلته في 18 مارس 2024 أثناء عمله داخل مجمّع الشفاء الطبي بمدينة غزة، حيث كان يوثق مشاهد النزوح والدمار والجرحى، مشيرًا إلى أن المجمّع كان يضم مدنيين فقط. وأضاف: “عندما أخبرت الجنود أنني صحفي، أجبروني على خلع ملابسي تحت المطر وقيّدوني لساعات، قبل نقلي إلى معتقل ‘ستيمان’، حيث بدأ الجحيم”.

وأشار أبو سيدو إلى تعرضه للضرب المبرح من عشرات الجنود فور وصوله، فضلاً عن التقييد والإغماء المتكرر، والحرمان من النوم والطعام لأكثر من مئة يوم، وسط تهديدات بأن “قتلوا أولادك وزوجتك وكل الصحفيين”.

كما أفاد بأنه أمضى أكثر من أحد عشر شهرًا في سجن “عوفر” العسكري في ظروف قاسية تفتقر لأدنى معايير الكرامة الإنسانية، وتعرّض لتحقيقٍ يُعرف بـ”تحقيق الديسكو”، يقوم على الحرمان من النوم وإطلاق أصوات مرتفعة وتعذيب مستمر لعدة أيام، معتبرًا أن مجرد تصويره للجرحى والدمار اعتُبر “جريمة”.

وكشف أبو سيدو أنه التقى خلال اعتقاله عددًا من الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين، بينهم أحمد عبد العال وعماد الأفرنجي، مؤكدًا أن استهداف الصحفيين سياسة منهجية تهدف إلى طمس الحقيقة.

وعلى الرغم من تدخل المحامية سحر فرانسيس، خرج أبو سيدو من المعتقل مثقلًا بجراح جسدية ونفسية عميقة، وقال آنذاك: “أنا لا أريد حقوق الإنسان، أريد حقوق الحيوان. ربما عندها رحمةٌ تطعمني وتعالجني”.

وتؤكد اتفاقيات جنيف والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حماية الصحفيين باعتبارهم مدنيين، غير أن منظمات حقوقية فلسطينية ودولية تؤكد أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة منهجية لقمع الإعلاميين ومنع نقل الصورة من غزة، عبر الاعتقالات والاغتيالات وحجب التغطية الميدانية.

ويعيش شادي أبو سيدو اليوم في خيمة مؤقتة وسط القطاع بعد تدمير منزله، مستعدًا للعودة إلى غزة لاستئناف عمله الصحفي، مؤكدًا: “سيحاولون دائمًا إسكاتنا، لكن لا يمكنهم إطفاء الصورة. عدستي هي سلاحي الوحيد، وسأعود لأصوّر الحقيقة من جديد”.