فقط قرارٌ واحدٌ شجاع وينتهي الأمر
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبد المنان السنبلي
ويبقى السؤال: هل ثمة مصلحةٌ سعوديّة اليوم في عودة الحرب بينها وبين اليمن؟ الإجَابَة بكل وضوح: لا، ليس لها أية مصلحة اليوم في الحرب، سواء مع اليمن أَو مع غير اليمن؛ لسبب بسيط جِـدًّا، هو أن توجُّـهَها الاقتصادي والتنموي والاستثماري العام اليوم يحتم عليها أن تكونَ «صفرَ مشاكل».
لذلك، السعوديّة -في تقديري- لا تريد عودة الحرب، أَو على الأقل من حَيثُ المبدأ.
لكن الظاهر، وعلى ما يبدو، أن هناك قوى إقليمية ودولية تمارس عليها ضغوطًا قوية قد تدفعها -في لحظة حماقة وغباء- إلى تبنّي قرار عودة الحرب، لما في هذا القرار من ترجمة فعلية وتحقيق لمصالح وأهداف هذه القوى.
من هي هذه القوى؟
إنهما الكيانان التوأمان: العبري والإماراتي.
فالكيان العبري اللقيط، والمدعوم أمريكيًّا، يعتقد أن في عودة الحرب بين اليمن والسعوديّة فرصةً ملائمةً لإلهاء اليمن وإشغالها عنه وعن جرائمه وعربدته في المنطقة، وهذا بكل تأكيد ما يتفق ويتسق تمامًا مع مصالحه الرامية إلى إزالة -أو على الأقل تقويض- التهديد اليمني.
وأما الكيان الإماراتي المتصهين، فإنه يعتقد أن في عودة الحرب فرصةً للإطاحة بحلم ورؤية ابن سلمان (عشرين ثلاثين) المهدّدة لأمنه القومي والاقتصادي من جهة، وكذلك أَيْـضًا لإلهاء اليمن وإشغالها عن التصدي لما يقوم به هذا الكيان المتصهين من أعمال وأنشطة مشبوهة ومعادية للأُمَّـة في بحار وسواحل وجزر اليمن.
هذه هي الحقيقة.
وبناءً على ذلك، فإنّ السلام بين اليمن والسعوديّة -في اعتقادي- اليوم لا يحتاج إلى إعادة النظر في المداولات أَو المفاوضات، أَو حتى في بحث الضمانات، بقدر ما يحتاج إلى قرارٍ شجاعٍ من السعوديّة.
فهل يملك النظام السعوديّ اليوم من الشجاعة والجرأة الكافية ما يؤهله لاتِّخاذ قرار شجاع يقضي بتسوية وإغلاق ملف الحرب كما فعل اليمن؟
أم أنه يحمل من الضعف والجبن ما يجعل قراره حبيس تطلعات ورغبات ومصالح الكيانين التوأمين؟
الأيّام القادمة -بصراحة- ستكشف ذلك.