طهران تتحدّى الرواية الإسرائيلية: إيران تعلن إلحاق “أضرار جسيمة” خلال حرب الـ12 يوماً وتتهم تل أبيب بإخفاء الخسائر

في تصريح يحمل دلالات سياسية واضحة حول ميزان الردع في المنطقة، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، اليوم الاثنين، أن الهجمات الصاروخية التي نفذتها بلاده خلال حرب الاثني عشر يومًا ضد الكيان الإسرائيلي تسببت بأضرار “جسيمة”، مشيرًا إلى أن ما أُعلن عنه رسمياً لا يعكس الحجم الحقيقي للخسائر.

وخلال كلمة له في مراسم إحياء يوم الطالب الجامعي في مدينة قزوين، قال آبادي إن “إسرائيل منعت نشر الصورة الكاملة للدمار الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية”، معتبرًا أن هذا التعتيم الإعلامي يأتي في إطار محاولة تل أبيب الحفاظ على صورة الردع أمام جمهورها وأمام داعميها الدوليين، وفق ما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.

ولم يقتصر حديث المسؤول الإيراني على الأضرار المادية، بل ذهب إلى تأطير المواجهة ضمن معادلة الأهداف الاستراتيجية، مؤكداً أن معيار النصر لا يُقاس بعدد القتلى أو بحجم الدمار فحسب، بل بمدى قدرة الطرف على تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية. وقال آبادي: “إذا لم يحقق العدو أهدافه فهو مهزوم، وهذا ما حدث لإسرائيل”.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تأتي في ظل سباق متصاعد لإعادة رسم قواعد الاشتباك في المنطقة، إذ تحاول طهران إظهار أن قدرتها الصاروخية باتت تؤثر في عمق الكيان الإسرائيلي، بينما تواجه تل أبيب ضغوطًا داخلية وخارجية لكبح التوترات والحد من كلفة المواجهة المفتوحة.

كما تعكس تصريحات آبادي رسالة سياسية موجهة للداخل الإيراني، لطمأنة الشارع حول فعالية الردع الإيراني، وفي الوقت نفسه رسالة للخارج بأن طهران مستعدة لتوسيع نطاق المواجهة إذا اقتضت الضرورة، في سياق توازنات إقليمية تتغير بسرعة منذ حرب غزة.