سيادة وطن تُحمى… وكرامة مرتزقة تُشترى.
البيضاء نت | مقالات
بقلم / د. نبيل عبدالله القدمي
تناقلت المواقع والقنوات يوم أمس خبراً عن استهداف طائرة أمريكية بدون طيار لقيادة قالوا إنها “تابعة لتنظيم القاعدة”،
بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الاستهداف وقع لقوة تابعة لحزب الإصلاح في مأرب.
لكن المسألة ليست: لمن تتبع تلك القيادة؟
المسألة الأخطر هي هذا الصمت المريب…
صمتٌ يشبه الموت…
لم يجرؤ أحد منهم حتى على استنكار استباحة السيادة اليمنية بطائرات أمريكية تحلق وتقصف وكأنها فوق أرض مستعمرة لا دولة.
لكن لا عجب…
فقدوتهم عفاش نفسه، الذي سُئل في أيام حكمه عن قصف طائرة أمريكية في اليمن، فقال بكل بساطة:
“طائرة جت من الجو… شو نعمل لها؟”
وكأن السيادة شيء ثانوي، وكأن البلد بلا سماء ولا كرامة.
وفي الجهة المقابلة…
هناك رجال، وهناك قيادة لا تجامل، ولا تخضع، ولا تساوم على شبر من الوطن.
قيادة قرآنية استطاعت خلال سنوات قليلة أن تُسقط ما يقارب 28 طائرة أمريكية MQ-9 من أحدث ما أنتجته الصناعات العسكرية الأمريكية،
بل تحولت تلك الطائرات إلى مادة للسخرية في الإعلام العالمي بعد أن كانت تُباع كقمة التقنية العسكرية.
هذا هو الفارق الحقيقي:
فارق بين صنعاء التي تصنع السيادة…
وصنعاء التي تُسقط طائرات العدو…
وصنعاء التي تصنع الطائرات وتقصف العدو…
وصنعاء التي تقول لأمريكا “لا”.
وبين
“حكومة الفنادق”…
حكومة المستأجرين، التي كلما ارتفعت طائرة أمريكية في السماء، انحنى معها موقفهم، وسكت صوتهم،
واختفى ما تبقّى من كرامتهم السياسية… والحقيقة أنهم لم تكن لهم كرامة أصلاً، فكيف يحفظ كرامته من فرّط ببلده وهو راضٍ؟
هكذا يُكتب التاريخ…
وهكذا تُعرَف الدول:
دولة تواجه أمريكا…
ومرتزقة تختبئ خلف الستائر في غرف فنادق مستأجرة.