الإساءة للقرآن.. حين تتحول الوقاحة الأمريكية إلى حرب على الإسلام

البيضاء نت | تقرير  هاشم علي 

 

في مشهد يعكس ذروة الانحدار القيمي، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تصرفات استفزازية بحق أقدس المقدسات الإسلامية، حيث قام المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، المجرم “جيك لانغ”، بوضع نسخة من المصحف الشريف في فم خنزير خلال تظاهرة في بلانو، وسط شعارات مناهضة للإسلام.

ولم تكن هذه الحادثة مفردة، بل جزء من موجة متصاعدة من الإساءات، شملت إحراق نسخ المصحف الشريف من قبل مرشحين آخرين، مثل  المجرمة “فالنتينا غوميز”، مدفوعة بدوافع سياسية متجذرة في العنصرية الصهيو-أمريكية.

تأتي هذه الجرائم ضمن مخطط شامل أذرع الصهيونية العالمية (أمريكا، بريطانيا، والكيان الصهيوني) لتقييد الهوية الإسلامية واستهداف القرآن الكريم كرمز روحي وثقافي، بالتزامن مع انتهاكات ممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة، وضد سيادة الشعوب في سوريا واليمن ولبنان، في إطار استراتيجيات مدروسة لزعزعة الأمة على مستويات دينية وثقافية وسياسية.

 

الأبعاد الاستراتيجية للعداء الصهيو-أمريكي

الإساءة للمقدسات الإسلامية في الولايات المتحدة تمثل امتدادًا للحرب الوجودية التي تشنها القوى الصهيو-أمريكية ضد الأمة الإسلامية.. الهدف واضح: إضعاف الروابط بين المسلمين ومقدساتهم، واستغلال الخلافات الداخلية لتقويض التأثير الإيماني والسياسي، وإعادة إنتاج سردية “الإسلام كتهديد” عالميًا.

وبحسب بيانات الجمعيات الحقوقية الإسلامية، ارتفعت جرائم الكراهية الدينية بنسبة 56% خلال السنوات الأخيرة، بالتوازي مع دعم مالي كبير من شبكات اللوبي الصهيوني، الذي تجاوز 1.5 مليار دولار عبر أكثر من 40 منظمة، أبرزها “منتدى الشرق الأوسط” و”مركز سياسة الأمن”، بالإضافة إلى مساهمة “أيباك” بأكثر من 100 مليون دولار لدورة انتخابات 2024-2025 لدعم أصوات متطرفة تتبنى المسيحية الصهيونية، ما يعكس الطبيعة المنهجية للاستهداف.

خلفيات تاريخية وإجرامية متواصلة

الإساءات للمصحف ليست جديدة، فقد شهدت السنوات الماضية عدة جرائم مشابهة، مثل:

ـ أحداث “تيري جونز” عام 2010.

ـ استخدام المصحف كأداة للتعذيب النفسي في معتقل غوانتانامو 2005.

ـ حرق نسخ المصحف في قاعدة بغرام بأفغانستان 2012.

كل هذه الوقائع تؤكد أن الاستهداف جزء من عقيدة عدائية متجذرة، وليس مجرد تجاوزات فردية أو تصرفات متطرفة معزولة.

رد الفعل الشعبي والرسمي في اليمن

جاء رد الشعب اليمني حاسمًا عبر مسيرات تجاوزت 1500 مسيرة في مختلف المحافظات الحرة ، استجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله).. وأكد أن الإساءة للمصحف ليست حرية رأي بل جريمة ضد المقدسات، داعيًا إلى تفعيل المقاطعة الاقتصادية والإعلامية لمواجهة الحرب الصهيو-أمريكية على القرآن.

وأكد المجلس السياسي الأعلى أن هذه الجرائم نهج عدائي ممنهج، يهدف إلى تشويه مكانة القرآن وإضعاف الأمة أمام تحدياتها الداخلية والخارجية، وأن الرد الشعبي يمثل ترجمة فعلية للهوية الإيمانية اليمنية.

 

دور النخبة العلمية والدينية

تبرز أهمية دور رابطة علماء اليمن والعلماء في تصحيح الوعي العام وتحريك المجتمع ضد الاستهداف الرمزي والثقافي، مؤكدين أن مسؤولية النخبة هي توجيه الغضب الشعبي نحو سلوك عملي ومؤثر يشمل المقاطعة الاقتصادية والإعلامية والتصدي للعدوان الفكري والثقافي، بما يحوّل كل فعل احتجاجي إلى رسالة موحدة تعزز حماية القرآن والهوية الإيمانية.

الأبعاد للغضب الشعبي

يُجسّد الحراك الشعبي اليمني موقفًا حازمًا وواعيًا تجاه الإساءات المتكررة للقرآن الكريم، حيث تحوّل الغضب إلى موقف جماعي موحد عبر المسيرات والوقفات الشعبية، تعبيرًا عن الهوية الإيمانية والثقافية والتزامًا بالدفاع عن مقدسات الأمة، ويشير هذا الخروج الجماهيري إلى أن الدفاع عن القرآن هو خط الدفاع الأول عن الأمة، وأن الاستجابة الشعبية ليست مجرد تعبير عن الغضب، بل ترجمة فعلية لنداء السيد القائد للتحرك الميداني ومواجهة المخططات العدائية.

إفلاس الوعي العالمي وأثر الصمت

التقاعس الدولي والعربي عن الرد على هذه الجرائم يعكس إفلاسًا واضحًا في الوعي بأهمية الدفاع عن المقدسات الإسلامية، الصمت يمنح الأعداء شرعية رمزية للاستمرار في استهداف الإسلام، بينما يظهر اليمن نموذجًا عمليًا في التصدي، عبر الجهوزية الشعبية والمواقف الميدانية الموحدة التي تعكس قوة التماسك الوطني والالتزام الديني

اليمن بين حماية القرآن ونصرة فلسطين

الدفاع عن القرآن في اليمن لا يقتصر على حماية المقدسات الإسلامية فقط، بل يمتد للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، فالجهود الشعبية والميدانية اليمنية، بما فيها المسيرات والوقفات والأنشطة الأكاديمية والثقافية، تمثل أداة عملية لتعزيز الوحدة الإسلامية ونصرة فلسطين، مؤكدين أن حماية القرآن واستمرار الدعم للشعب الفلسطيني مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بصمود الأمة وهويتها الحضارية

نموذج في الدفاع عن القرآن

تؤكد الأحداث الأخيرة أن الولايات المتحدة، بدعم صهيوني، أصبحت منصة لإطلاق حملات ممنهجة ضد الإسلام ومقدساته، في أبعاد ثقافية وسياسية وإعلامية، الموقف اليمني الموحد والشعبي، بقيادة السيد القائد، يمثل نموذجًا فريدًا في الدفاع عن القرآن، ويؤكد أن النجاح مرتبط بالوعي الشعبي، الجهوزية العملية، والمقاطعة الاقتصادية والإعلامية.