النووي يُقلِّلُ الكُلفة..
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبدالمنان السنبلي
نتنياهو يعرف أن كيانه لا يستطيع بمفرده خوضَ حرب طويلة المدى مع إيران..
ويعلم أَيْـضًا أن الأمور إذَا تطوَّرت وازدادت سوءًا على كيانه، فإن هذا سيستدعي دخولَ أمريكا ودول أُورُوبية أُخرى على الخط، والتدخل عسكريًّا لمناصرته ومؤازرته..
يعلم كُـلّ هذا جيِّدًا..
وهذا بالفعل ما يخطط له ويسعى إلى تحقيقه..
وهذا أَيْـضًا ما قد يحدُثُ في اعتقادي..
الهدف المعلن طبعًا هو تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه هو الهدف الأَسَاسي..
فالهدف الأَسَاسي، وكما تقول المؤشرات، هو إسقاط النظام الإيراني وإضعاف وتفكيك «إيران» على غرار ما تم قبل أكثر من عقدَين في «العراق»..
أو هكذا يريد نتنياهو أن تسير عليه الأمور..
ماذا يعني هذا..؟
يعني أن القرار قد اتُّخذ من النتنياهو، وربما الأمريكان..
وأن الحديث أَو التلويح بأوراق التفاوض ما هو إلا مضيعة للوقت وذر للرماد على العيون..
وأن لا خيار أمام «إيران» للتصدي لهذا المخطّط وإفشاله تمامًا سوى تغيير عقيدتها النووية الآن والتحَرّك سريعًا باتّجاه الانضمام إلى النادي النووي.
لم يعد لدى إيران اليوم من المبرّرات الدينية والأخلاقية ما يمنعها أَو يحول بينها وبين تحقيق ذلك..
إيران لديها من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاوة ٦٠٪ ما يمكنها من إنتاج ما بين ١٠ إلى ١٢ قنبلة نووية..
ما تحتاجُه فقط للحصول على هذا العدد من القنابل النووية هو الشروع الفوري برفع مستوى التخصيب لهذه الكمية من اليورانيوم إلى درجة نقاوة ٩٠٪..
إذا ما استثنينا جهاز التفجير النووي، فإن تحقيق ذلك لن يتطلب من إيران مدة لا تتجاوز أكثر من أسبوعين.
امتلاك إيران للسلاح النووي يعني: امتلاك قوة الردع، وهذا بحد ذاته كفيل بجعل الكيان الصهيوني وأمريكا في آن واحد معًا يفكرون مرتين قبل الإقدام على أي حماقات غير محسوبة أَو مدروسة..
أمريكا لا تعترف بالضعيف..
أمريكا لا تعترف إلا بالأقوياء فقط..
وكذلك الكيان أَيْـضًا..
لذلك، على «إيران» اليوم أَلَّا تفوِّتَ مثلَ هذه الفرصة الذهبية السانحة، ليس لمُجَـرّد فقط تقديم نفسها كثاني دولة إسلامية تمتلك سلاحًا نوويًّا في التاريخ، وإنما لما بات يمثلُه امتلاكَ هذا السلاح من ضرورة ملحة لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بها وبنظامها الإسلامي، ولما لذلك أَيْـضًا من أهميّة خَاصَّة اليوم في تغيير معادلة الصراع وقلب الطاولة على رأس «نتنياهو» وأقرانه..
فهلا تتحفنا «إيران» قريبًا جِـدًّا بمشهد أول تجربة نووية إيرانية، كما أتحفتنا اليوم بمشاهد هطول الصواريخ الإيرانية كالمطر على مدن وحواضر الكيان المجرم..؟
أتمنى ذلك..