جنون ما قبل النهاية

القراءة الخاطئة للطبيعة التاريخية لإمبريالية والاستعمار الغربي تؤدي إلى نتائج كارثية ونقصد هنا الفصل بين هذه الأنظمة وما يسمى بديمقراطيتها والتي فيها بكل تأكيد يأتون لتنفيذ خطط ومشاريع واستراتيجيات للقوى المسيطرة على مفاصل الاقتصاد والمال وقبل هذا وبعده هي التي تصنع الرؤساء والحكومات في إطار الثنائيات الانتخابية الجمهوري والديمقراطي – العمال والمحافظين – الجمهوريين والاشتراكيين – الديمقراطيين المسيحيين والديمقراطيين الاجتماعيين وقس على هذا فهؤلاء سواء في أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا تبقى المصالح هي الأساس كمقولة لاحدهم .

البيضاء نت | مقالات

 

 

بقلم/ أحمد الزبيري

 

كيان العدو الصهيوني هو الفكرة (العبقرية) التي انتاجها العقل الاستعماري الغربي من أجل هيمنته على منطقتنا والاقليم والعالم ..المشكلة إلى الآن لم يفهم العرب والمسلمين طبيعة هذا الكيان ويعتقدون أن صراعاتهم ومشاكلهم وتخلفهم أسبابها تعود إلى هذا الطرف أو ذاك من الواقعين في شراك المؤامرات والمخططات الاستعمارية الصهيونية وبطبيعة الحال هذا الكيان لا يمكنه القيام بهذا وحده بل سخر له كل العالم الغربي بإمكانياته واستخباراته وجيوشه وأسلحته ومع ذلك لا يمكنه أن يواجه الوعي والإيمان وإرادة الحق وهذا ما برهن عليه حزب الله وحركة المقاومة الفلسطينية حماس وبقية الفصائل .

 

كما يقال القلعة تهدم من الدخل ولا يمكن لأي قوى أن تهزم شعباً أو أمة إلا بوجود الخيانة والعمالة بين أوساط أبنائها والأمثلة القريبة أو الأقرب واضحة للأعيان ولا يحتاج أن  نعود للسياق التاريخي لنفهم ما الذي يحصل لنا وما نتعرض له من المؤامرات وكيف أن غياب الوعي والتنسيق يؤدي إلى مثل هذه الكوارث.

 

ما نريد أن نصل إليه هو ما تم التحذير منه سابقاً وفي فترات ومراحل مختلفة والمتمثل في سحب أوراق القوة من خلال الاستفراد بمحور المقاومة وهذا لن يكون نتاج لفعل أمريكي أو صهيوني أو غربي بل وفعل عربي وإقليمي وظيفته أن يؤدي أدوار من التمويل والتعبئة والتحريض المنحرف باتجاهات الصراع والمواجهة إلى الداخل.. ولم يكن ممكن إسقاط سوريا لولا تمويل وتحريض الأنظمة العربية وخاصة النفطية في الجزيرة والخليج وقبلها العراق وعد في هذا المنحى حتى ينقطع النفس .

 

الجمهورية الإسلامية الايرانية طوال خمسة عقود واجهت ووقفت وأوقفت وأفشلت كل المشاريع التي تستهدف المنطقة وكان الموقف الأهم في هذا كله نصرتها للقضية الفلسطينية لهذا السبب لم تكن مشكلة الغرب مع إيران الجمهورية الإسلامية المشروع النووي أو الصاروخي أو أو أو  بل هذا النظام الذي طوال هذه العقود كان هو حجر العثرة أمام رسم الخرائط لصالح الصهيونية والغرب.

 

إيران اليوم تواجه ليس كيان العدو الصهيوني بل أمريكا والغرب وحلف شمال الأطلسي ولا نستثني تركيا التي كانت الأداة الفاعلة في تسليم السلطة في قلعة العرب الأخيرة سوريا للتنظيمات الإرهابية ولا فرق بين داعش والقاعدة وهذا لا يستثنيها من الاستهداف لأن الطبيعة الصهيونية والغربية تعتبر كل هؤلاء بيادق شطرنج لا السعودية مهمة ولا تركيا مهمة ويتم تغيير الموقف منها على رقعت هذه اللعبة .. المواجهة المحتدمة سوف تأخذ وقتاً قد يقصر أو يطول ولكن لن تنتصر أمريكا ولا الصهاينة لأن هذا ضد نواميس الله في خلقه وضد قوانين التاريخ وما شاهده العالم في غزة وما نشهده اليوم في المنطقة الا دليل انحطاط رعب قوى الهيمنة الصهيونية الغربية على مستقبلها .