المعركة إلهية
البيضاء نت / مقالات
بقلم / منار الشامي
لا أعلم من روّج للجماهير المتابعة أن الحرب عسكرية تخضع لأساليب المد والجزر! لا أعلم تحديدًا كيف يتم التنظير على أن المعركة رؤيتها عسكرية سياسية؟
يمكننا القول مرة ومرتان أنّ إيران قوية حتى النهاية ويمكن البعض القول والجزم واليقين بأن سقوطها لا يخصُّها وحدها بل سيعتبر نكسة للقضية الفلسطينية وللدول العربية كافّة .
لا يمكن لأحد إنكار ذلك! أن العرب يستأمنون وجود إيران كي تلتهي إسرائيل عنهم- وكأنها ستفعل!-
المعركة ليست خاضعة لقوانين عسكرية أو ردات فعل هنا وهُناك ، المعركة لا تتعلق بدخول طرف ثالث ورابع في الصراع، المعركة ليست تقييمات لمن النصر؟ أو متى سيأتي ، أو ما نتائج دخول كوريا وباكستان والصين في الحربِ مع إيران وتحالف الغرب مع إسرائيل..
المعركة إلهية بامتياز ، إمّا أن تسير قافلة التحرير من إيمانها بهذا وإلّا لن تصل ، إمّا أن تتأقلم بوحدتها أو تبحث عن سراب ، إمّا أن تشتعل بنفيرٍ منظّم أو لن تسلم شرّ الهدوء .
إنها ليست معركة إيران وإسرائيل، إنها معركة الخصخصةِ الدقيقة ، والغربلةِ الكبيرة ، والسقوط المدويّ ، وسقوط الشرفاء ، وتطاول السفهاء .
هي لنا جميعًا لأنّ اللّٰه ربّنا ، ولأننا نؤمن بوعدهِ ، ولأن المعايير سقطت ، هنا فقط حيثُ تقاوم تكون وإلّا لن تكون!
لا شيء منطقي يجري ولن يجري شيءٌ منطقيٌّ هُنا على الإطلاق!
عندما خرج محمد الأكرم صلوات الله عليه وآله من مكّة يتسلل بين أطراف القوم الباغين كان يؤمنُ أنّه سيعود ومرفوع الرأسِ أيضًا ، قضى في المدينة يعمل هُنا وهُناك ، وجد وجاهد حتى قال متألمًا : ما أوذيَ نبيٌّ مثلما أوذيت!
ولم يسِر يومها أيّ شيء بالمنطق! مع كل غزوة ، مع كل معركة ، مع كل تجربة ، مع كل اختبار ، عند الابتلاء ووقت البلاء .. محمدٌ الأكرم يخوضُ بمن معهُ معركة بحجم الأرض ، مقرُّه مسجدٌ يُصلّي فيه ويغزو منه ، والأرضُ كافرة! ولم يُرحب أحدٌ بالإسلام! وتحالفت قبائل العربِ كي تقتله!
وامتلكوا الجيوش والغارات والخيول والسيوف وتربية البيداء والأشداء!
ما الذي جرى؟ وعلى يدِ من؟ وهل كان هناك منطق؟ المعركة لم تكن متكافئة ، لكن الرسول الأعظم كان يؤمنُ بها ، بصوابيّة مسيره وبأنهُ سيصل ، ولم يصل ظنّهُ بالله إلى يأسٍ مطلق ، كم بكى محمّد الأكرم؟كم بكى؟ كم جُرح؟ وكم سالت منهُ الدماء؟ وكم خُذل؟ هل تزلزل إيمانهُ بالعودة ، هل تراجع مرّة! ولم يجري شيءٌ واحد ضمن المنطق!
محمدٌ يؤيّد بثلاثة ألفٍ من الملائكةِ مُردفين ، عليّ يقتلعُ باب خيبر وهو أرمدُ العينيين ، وبلال يُكبّر : أحدٌ أحد! والصحابة يحفرون الخندق .. لأنّ المعركة إلهيّة لن نؤمن بالمنطق ، ولن نخضع لسرديّة واحدة تدعونا لتعقّلٍ واحد!
سنخوضُها بجنونٍ يليقُ بمن يتّبعون محمّد ؛ لأنّ محمد فعلها وعاد وسنعود! هذه الأرضُ لنا يا بني صهيون، وهذه الحرب بيدِ اللّٰه، والله ربُّ العالمين!
ولن نتوقّف! إبليس استحلف لله أنّهُ باقٍ حتّى يوم الدين .. وسنبقى ، جولةً جولة ، حربًا حربًا ، مع الحقِّ ضد الباطل ، والتضحياتُ ثمنٌ محتّم ؛ لأننا أنصارُ محمد ، والصلاةُ والسّلام على محمدٍ وآله .