انتصرت ايران ماذا بعد؟!

أمريكا وكيان العدو الصهيوني لا يشنون حروبهم الا بعد ان يتأكدوا ان من يواجهونهم اصبحوا ضعفاء ونصرهم مضمون وهم يعملون دوما من اجل الوصول الى هذه الغاية بشتى الوسائل وأكثرها خبثا ومكرا وهذه الأساليب معروفة ومع ذلك يقع المستهدفين بذات الفخ ولا يستفيدون من أخطاء من سبقوهم.

البيضاء نت | مقالات

 

 

بقلم / أحمد الزبيري

 

 نقول هذا لان التجارب في الصراع مع القوى الاستعمارية و كيان العدو الصهيوني كثيرة ويبقى العراق المثال الحي والأكثر قربا ووضوحا لكل ذي بصيرة  وعقل  ومع ذلك تتكرر الأخطاء والخطايا وتتكرر المخططات والمؤامرات ويتفاجأ البعض  بعد ان يكون (الفأس في الراس) وهذا ما حصل في العدوان الأمريكي الصهيوني الغربي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

 

 

الجمهورية الإسلامية انتصرت بثمن كبير وهذا أمر طبيعي اذا ما نظرنا للأمور من زاوية انها تواجه أكثر أعداء البشرية اجراما وتوحشا وانحطاطا ولأنهم كذلك وهم معروفين منذ البداية انهم كذلك كان يتوجب الحذر والانتباه واليقظة لتجنب هذه الشرور خاصة وان الاختراقات الأمنية كانت حاضرة منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران وازدادت في السنوات الأخيرة واتخذت اشكالا أكثر عمقا في مكرها والاعمال الإرهابية ومحاولات قيام  الثورات الملونة واستغلال التنوع داخل ايران  لتحويله الى فتن  إضافة الى ان الكثير من جوار ايران باتوا يعملون وبوقاحة كجزء من المخططات والمشاريع الصهيونية التي تستهدف هذا البلد وثورته وسيادته واستقلاله .

 

كما قلنا في البداية أمريكا وإسرائيل لا تشن حروبها  ولا تنفذ مؤامراتها  الا بعد ان تعتقد ان اعدائها ضعفاء وانه اصبح لديها القدرة على تحقيق الأهداف وما حصل للمقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله- ليس ببعيد ولولا وحدت الشعب والجيش  والقيادة السياسية وتجلي الكرامة الوطنية لدى الشعب الإيراني لكانت الأمور اتخذت منحى اخر .

 

انتصرت بأيمان وارادة شعبها وجيشها وقيادتها مثبتة ثورتها انها استثنائية لشعب استثنائي وانها رغم الاستهدافات التي لم تتوقف منذ قيامها عام 79 الى انها نابعة من روح شعب حضاري عريق لا يقبل العدوان ولا يقبل الخيانة والغدر.. لطالما كان ينتصر للخير والعدل والحق فيقف ضد الظلم والطغيان وينتصر للمستضعفين.

 

وقوف ايران الثورة الاسلامية مع فلسطين ومع شعبها دون تمييز جعل هذه القضية موجها رئيسيا لثورته واستهداف ايران يؤكد هذه الحقيقة بينما من يتوجب عليهم القيام بهذه المسؤولية صاروا من كبار المتآمرين على القضية الفلسطينية ونعني الانظمة العربية التي اصبح الكثير  منها جزء من التحالف الصهيوني الامريكي ضد شعوبها وبقية شعوب هذه الامة كانت جزء من تدمير العراق وليبيا واليمن وأفغانستان.

 

كثير مما يسمى بالارهاب والفتن الطائفية والمذهبية كان مدفوعا بتمويل (البترو دولار) لدول الخليج والتعبئة المذهبية التي يستخدمونها متى شاءوا ويحاولون التبرء منها ظاهريا متى شأوا والعجيب ان هناك من يصدق اولئك الذين غرقوا بدم ابناء فلسطين وبقية شعوب الامة انهم لعنة حولوا النعمة الى نقمة ليس بثروات العرب والمسلمين بل وبعقولهم ودمائهم ويصبح كل شر تعرضت له هذه الامة في هذا الزمان كان المال النفطي حاضرا وسببا فيه.

 

نصر ايران كبير بقدر وبحجم هذا العدوان والتحالف الذي شنه على هذا البلد الكبير وثورته العظيمة ويبقى دراسة وفهم واستيعاب الاخطاء والاختلالات  ومكر الاعداء واستخلاص العبر والعمل باتجاه ان تكون هذه الجولة من المواجهة اساس يبنى عليه لتحقيق الانتصار النهائي وما ذلك على الله ببعيد.