قائد الثورة: دعم أمريكا والغرب للعدو الصهيوني وتخاذل العرب يصنع أكبر جريمة في العصر الحديث
البيضاء نت | محلي
قال قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتواصل بإسناد مباشر من الولايات المتحدة وتواطؤ عدد من الأنظمة العربية، التي لم ترقَ إلى مستوى دعم المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين، بل تجرّم ما هو مشروع حتى بموجب القوانين الدولية.
وأضاف السيد القائد، في كلمة متلفزة مساء الأربعاء، أن بعض الزعماء العرب لا يزالون يراهنون على أمريكا، رغم أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وفي مقدمتها إدارة ترامب، تبنت علناً المواقف الصهيونية، بل تجاوزت ذلك إلى تقديم الأرض المحتلة للعدو كأنها ملك خاص، كما حدث في الجولان.
وأكد أن أمريكا تمثل أحد أذرع الصهيونية العالمية، إلى جانب بريطانيا والكيان الإسرائيلي، وتتحرك في هذا الإطار بشكل علني وصريح، سياسياً وعسكرياً، معتبراً أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول دعمهم للعدو تمثل دليلاً على فخرهم بالإجرام.
وأشار قائد الثورة إلى أن الرهان على المواقف الأوروبية “رهان على سراب”، موضحاً أن “الدولة الفلسطينية” التي يتحدث عنها الغرب لا تعدو أن تكون كياناً هشاً منزوع السلاح، بالكاد يتيح للفلسطينيين العيش كقطيع في حضيرة صغيرة.
ووصف الحديث البريطاني والفرنسي عن نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه محاولة يائسة لتلميع صورتهم في ظل الفضيحة الكبرى التي يمثلها العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما تستمر هذه الدول في تقديم الدعم العسكري والسياسي الكامل للعدو.
وشدد على أن فرنسا وألمانيا، على غرار بريطانيا، يمارسون خداعاً مكشوفاً ببيع الأوهام للعرب، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي أعلن صراحة استمراره في الاتفاقيات مع كيان الاحتلال، وهو ما يُسقط أقنعة الادّعاءات الغربية بشأن “القيم” و”حقوق الإنسان”.
وقال السيد القائد إن المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لم تقدّم شيئاً يذكر للشعب الفلسطيني منذ تأسيسها، بل اعترفت بالعدو وجعلته عضواً فيها، متسائلاً: “فأي عدالة تُرجى من كيان لا يعترف بالأسس المحقة والإنسانية؟”.
وفي الشأن العربي، عبّر السيد الحوثي عن أسفه من حالة التخاذل والصمت الشعبي والرسمي، خاصة في مصر التي وصف شعبها بأنه مكبل بلا موقف أو صوت، رغم كونها أكبر الدول العربية عدداً وتأثيراً.
وأكّد أن بلدان الطوق العربي كان بإمكانها أن تتصدر المشهد دعماً لفلسطين، لكن التجاهل والتنصل من المسؤولية لن يعفي هذه الأمة من التبعات الخطيرة، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وأوضح أن بعض الأنظمة والشعوب قد تظن أن التخاذل يجنبها العواقب، لكن المتغيرات الإلهية ستكشف أن هذه السلامة الموهومة لم تكن سوى وهم قاتل، وأن العقاب قد يطال الجميع نتيجة المساهمة في أكبر جريمة ترتكب في العالم بحق شعب أعزل.
وخذر قائد الثورة ِ من التعامل مع ما يجري في فلسطين وكأنه أمر اعتيادي، قائلاً إن التراخي أمام هذه المظلومية الكبرى ليس فقط خيانة، بل مشاركة في الإثم، وأن الحساب والعقاب الإلهي لن يقتصر على الشعائر، بل سيطال من ساهم أو فرّط في دماء وأرواح الأبرياء.