اليمن يرسم معادلة الكرامة لغزة.. وأنظمة التطبيع تغرق في مستنقع العار
البيضاء نت | محلي
فيما تتخذ دول من أمريكا اللاتينية والوسطى وأفريقيا مواقف شجاعة ضد جرائم الإبادة والتجويع التي يتعرض لها سكان غزة على يد الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي، تواصل أنظمة عربية وإسلامية التزام الصمت منذ السابع من أكتوبر 2023، بل إن بعضها مضى أبعد من ذلك بمد الجسور البرية والبحرية والجوية نحو العدو، بينما يموت الفلسطينيون جوعًا وقصفًا، وصولًا إلى سقوط شهداء وجرحى أثناء محاولتهم الحصول على لقمة العيش أو دواء يسد رمقهم.
هذه المواقف المخزية لم تتحرك لنصرة الضحية، بل انحازت بوضوح إلى صف الجلاد، وهو ما انعكس في تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكيان، خاصة لدى تركيا ومصر والسعودية والأردن، بحسب بيانات تتبع السفن عبر الأقمار الاصطناعية. وهي مواقف لم ترق حتى إلى مستوى البرازيل التي طردت السفير الإسرائيلي، أو جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى إبادة جماعية ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية.
ورغم أن المقاومة الفلسطينية لم تطلب تدخلاً عسكريًا، فإنها دعت إلى مواقف سياسية حازمة ضد داعمي العدو، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، للضغط على الاحتلال لوقف العدوان ورفع الحصار، لكن الأنظمة العربية فضّلت استجداء واشنطن، متجاهلة أنها الراعي الأكبر لمخطط “إسرائيل الكبرى”.
وعلى النقيض من هذا المشهد، يبرز موقف اليمن استثنائيًا، إذ حدّد أهدافه منذ اليوم الأول للعدوان، وطبّقها عمليًا بفرض حصار شامل على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها في البحرين الأحمر والعربي وصولًا إلى شرق المتوسط، إلى جانب ضرب العمق الصهيوني دعماً لغزة.
هذا الموقف العملي يجعل اليمن ركيزة أساسية في جبهة الصمود العربي، في وقت تخلت فيه أغلب الأنظمة عن أي دور مؤثر، لتبقى صنعاء شاهدًا وفاعلًا في معركة كسر الحصار، فيما يسجل التاريخ مواقف العار والخيانة لأولئك الذين اكتفوا بالمشاهدة بينما تتساقط أرواح الغزيين بين قصف وتجويع.