حرب الإبادة في غزة.. أرقام الشهداء تتصاعد ومأساة الجوع تتعمّق
البيضاء نت | عربي دولي
مع دخول العدوان الصهيوني على قطاع غزة شهره الحادي والعشرين، ما تزال حصيلة الضحايا تتصاعد بوتيرة مرعبة، في وقت يواجه فيه السكان كارثة إنسانية غير مسبوقة تتجاوز القصف والدمار لتصل إلى الموت جوعاً.
أرقام دامية تتكشف كل يوم
وزارة الصحة في غزة أعلنت اليوم الأحد عن ارتقاء 64 شهيداً وإصابة 278 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية فقط، ليرتفع العدد الإجمالي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 62,686 شهيداً و157,951 إصابة.
ورغم هول هذه الأرقام، إلا أن الوزارة تؤكد أن “عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات” حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر وانعدام الإمكانات.
تصاعد مقلق منذ مارس الماضي
منذ 18 مارس 2025 وحده، بلغ عدد الشهداء 10,842، فيما تجاوزت الإصابات 45,910، وهو ما يعكس ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة القتل الجماعي خلال الأشهر الأخيرة من العدوان.
“شهداء لقمة العيش”.. الوجه الآخر للحصار
الوزارة كشفت أيضاً عن استشهاد 19 مواطناً وإصابة 123 خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، لترتفع حصيلة ما يُعرف بـ”شهداء المساعدات” إلى 2,095 شهيداً وأكثر من 15,431 إصابة.
هذه الأرقام تؤكد أن الحصار لم يعد مجرد سياسة عقاب جماعي، بل تحول إلى أداة قتل مباشر تستهدف كل من يحاول الحصول على لقمة عيش أو كيس طحين.
المجاعة.. موت بطيء يفتك بالأطفال
في موازاة القصف والحصار، تتكشف مأساة صامتة: المجاعة وسوء التغذية. فقد سجلت المستشفيات خلال الساعات الأخيرة 8 حالات وفاة جديدة، بينهم طفل واحد، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 289 وفاة، من بينهم 115 طفلاً.
هذا الرقم يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية، إذ لم يعد الحديث عن “أزمة إنسانية” كافياً، بل عن جريمة ممنهجة تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني بالموت البطيء.
بين مشاهد الركام وأصوات الانفجارات، وبين جوع الأطفال وأنين الجرحى، يبدو أن غزة تقف أمام معركة وجودية لا تستهدف بنيتها التحتية فحسب، بل حياة سكانها ومستقبلهم. وفي ظل صمت دولي مطبق، يواصل العدوان الصهيوني حصد الأرواح، لتبقى الأرقام شاهداً صارخاً على حرب إبادة تُرتكب على مرأى العالم.