“ثورة 21 سبتمبر: من الفوضى المتوقعة إلى استقرار الدولة”
البيضاء نت | محلي
عند انطلاق ثورة 21 سبتمبر 2014، توقع خصومها انفلاتًا أمنيًا شاملاً وفوضى تعمّ العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مع انهيار مؤسسات الدولة. لكن المفاجأة كانت مغايرة تمامًا، إذ شهدت المدن اليمنية حالة استقرار غير مسبوقة بفضل دور القيادة الثورية واللجان الشعبية.
منذ اللحظات الأولى، أكدت القيادة أن الثورة ليست انتقامًا أو هدمًا، بل استعادة هيبة الدولة وحماية مؤسساتها. وتولّت اللجان الشعبية، المكوّنة من شبان المجتمع، تأمين الوزارات والمقار الحكومية، والنقاط الحيوية في شوارع صنعاء، ما حال دون أي انفلات أمني وساهم في تراجع معدل الجريمة.
استمرار عمل مؤسسات الدولة والالتفاف الشعبي حول اللجان أفشل خطط خصوم الثورة، داخليًا وخارجيًا، الذين راهنوا على انهيار الأمن لتبرير تدخلاتهم. هذه التجربة الفريدة أعادت تشكيل العلاقة بين الأجهزة الأمنية والعسكرية واللجان الشعبية، وأسهمت في إصلاح بعض الأجهزة الحكومية لتعزيز استقرار الدولة.
رغم هذا الإنجاز، شن العدو عدوانًا على اليمن في 26 مارس 2015 استمر ثماني سنوات، وما زالت آثار العدوان مستمرة حتى اليوم، من توقف المرتبات، وحرمان المواطنين من الثروات، إلى تعطيل المطارات والموانئ.
ثورة 21 سبتمبر أثبتت أن الإرادة الشعبية قادرة على صناعة الاستقرار بقدر ما تصنع التغيير، وقدمت نموذجًا نادرًا لانتقال سياسي يحافظ على الدولة ويعيد إليها هيبتها.