خبير اقتصادي لبناني: العدوان على غزة كلف الاحتلال أكثر من 50 مليار دولار
البيضاء نت | اقتصاد
اعتبر الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور حسن مقلد أن الكيان الصهيوني يمر بأزمة اقتصادية غير مسبوقة نتيجة تداعيات الحرب المستمرة منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، مشيراً إلى أن هذه التداعيات قد تمتد مدى الحياة، بالنظر إلى حجم الخسائر البنيوية في البنية التحتية والقطاع التكنولوجي، وصعوبة استعادة التوازن المالي والاجتماعي.
وفي لقاء خاص مع قناة المسيرة، أوضح مقلد أن “التقارير العبرية لم تعد تركز على الخسائر اللحظية فقط، بل تشير إلى مؤشرات مستقبلية مخيفة لانهيارات محتملة”، مضيفًا أن الحرب تسببت بأزمات اجتماعية ونفسية واقتصادية متراكمة، من بينها اضطرابات ما بعد الصدمة التي ستكلف الاقتصاد الإسرائيلي ما بين 1.8 إلى 2.2 مليون شيكل لكل حالة، مدى الحياة.
وأشار مقلد إلى أن التقديرات الاقتصادية تشير إلى أن مجمل تكلفة الحرب خلال عامين تجاوزت 50 مليار دولار، في وقت يعاني فيه الكيان صعوبة استعادة الاستقرار، ما قد يؤدي إلى تصاعد الأعباء الاقتصادية بشكل سريع.
ولفت الخبير إلى أن الضربات اليمنية الدقيقة التي استهدفت ميناء إيلات ومواقع استراتيجية داخل فلسطين المحتلة، أدت إلى ضرب العمود الفقري للاقتصاد الصهيوني، حيث عطلت سلاسل الإمداد وأحدثت شللاً في البنية التكنولوجية، ما قلّص الاحتياطي التقني بنسبة تقارب 20% خلال أيام.
وأضاف: “ما يحدث ليس مجرد خسائر عابرة، بل انهيار هيكلي مستمر لقطاع كان يُسوّق على أنه عقل الكيان ومصدر قوته الناعمة، واليوم فقد القدرة على لعب أي دور إقليمي وثقة الأسواق الدولية به تراجعت”.
وتطرق مقلد إلى التحولات البنيوية السابقة في المنطقة، مشيراً إلى الحقبة بين 1975 و1985، التي شهدت محاولات لإعادة تشكيل هوية دول المشرق العربي لخدمة المشروع الصهيوني، عبر تفكيك الاقتصاد اللبناني الذي كان يفوق الاقتصاد الإسرائيلي حينها بمرتين ونصف، واستثمار الحرب الأهلية اللبنانية، وتفكك الاتحاد السوفيتي، وتدفق نحو 900 ألف مهاجر لدعم المشروع الصهيوني ماليًا وتقنيًا وديمغرافيًا.
وختم بالقول: “اليوم، وبعد عامين على طوفان الأقصى، ومع التصعيد اليمني المتواصل، تتآكل تلك المكاسب التاريخية، ويتجه الكيان نحو مرحلة من التفكك البنيوي، وإذا لم يتحقق استقرار سريع، فإن الخسائر قد تتجاوز 20 مليار دولار إضافية مع تحولات جذرية في المنطقة بأسرها”.