القبائل: موقف ثابت.. وجُهوزية عالية في مواجهة المشروع الأمريكي–الصهيوني
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبدالله عبدالعزيز الحمران
في لحظة فارقة تعيشُها الأُمَّــة من أقصاها إلى أقصاها، وحيث تتصاعد جرائم العدوّ الصهيوني في غزة والضفة ولبنان وسوريا، خرجت قبائل مديرية صعدة لتعلن موقفًا جديدًا يؤكّـد أن اليمن جزء أصيل من جبهة الصمود في وجه الاستباحة الأمريكية–الصهيونية.
لم يكن لقاءُ القبائل حَدَثًا محليًّا، بل رسالة بحجم الأُمَّــة، ورصيدًا جديدًا يضاف إلى تاريخ صعدة التي لم تخذل يومًا معركة الحق.
وأكّـدت القبائل في بيانها وهتافها ومواقف شيوخها أن اليمن، بكل أطيافه الحرة، جزء من جبهة المقاومة الممتدة من غزة حتى صنعاء.
الموقف كان واضحًا: ثباتٌ لا يتزحزح في مناصرة غزة، ودعم مطلق لحزب الله وكل قوى المقاومة العربية والإسلامية.
هذا الثبات لم يكن مُجَـرّد إعلان سياسي، بل انعكاس لوجدان شعبي يعتبر معركة فلسطين معركته، وجرائم الصهيوني في غزة جرحًا في قلب اليمن نفسه.
جهوزية كاملة للجولة القادمة من الصراع؛ ففي ظل تصاعد العدوان الصهيوني، ومع استمرار أدواته السعوديّة والإماراتية في العبث في المحافظات المحتلّة وخدمة المشروع الأمريكي–الصهيوني، رفعت قبائل مديرية صعدة سقف رسائلها.
أعلنت بصوت واحد أنها جاهزة بالكامل لأية مواجهة قادمة، وأن رجالها مستعدون لتنفيذ توجيهات السيد القائد متى صدرت، وأن معركة الأُمَّــة مع العدوّ الصهيوني ووكلائه لن تكون بعيدة عن ساحات اليمن.
مظاهر الجهوزية لم تكن مُجَـرّد كلمات، بل حضور واسع للقبائل برجالها وعتادها، وتأكيد على الاستمرار في الوقفات المسلحة، وحضور أقوى في دورات التعبئة العامة، ودعم أكبر للقوة الصاروخية والجوية والبحرية.
موقف واضح من أدوات العدوان
تطرقت المواقف القبلية إلى الدور التخريبي الذي تمارسه السعوديّة والإمارات في حضرموت وباقي المحافظات المحتلّة، معتبرةً أنه امتداد مباشر لمشروع الاستباحة الأمريكي–الصهيوني.
وشدّدت القبائل على أن أي يد تعبث بوحدة اليمن إنما هي امتداد ليد العدوّ، وأن الشعب اليمني لن يسمح لأحد بفتح ثغرة تضرب الجبهة الداخلية أَو تزعزع تماسكها.
المعركة واحدة.. والعدوّ واحد
من صعدة إلى غزة، ومن جنوبي لبنان إلى حضرموت، تتجلى حقيقة واحدة: أن المشروع الذي تستهدفه أمريكا والكيان الصهيوني هو الأُمَّــة كلها.
ولذلك أكّـدت قبائل مديرية صعدة أن المواجهة لا تحتاج إلى تعريف إضافي، وأن اليمن سيكون، حَيثُ يجب أن يكون، ضمن صف المقاومة وخندقها الأول، وأن كُـلّ المؤامرات التي تُحاك ستسقط بإرادَة الشعوب الحرة.
العودة إلى الله.. خط الدفاع الأول
وفي ظل كُـلّ التحديات، شدّدت القبائل على أن الجبهة الإيمانية هي أَسَاس الانتصار، وأن العودة إلى الله والثقة بوعده شرط رئيسي لثبات الجبهات السياسية والعسكرية والمجتمعية، وأن النصر وعدٌ إلهي للصابرين الذين لا يتراجعون.
وفي ختام اللقاء، رسالة تتجاوز المكان والزمان، إذ غادرت قبائل مديرية صعدة ساحة اللقاء وقد تركت خلفها موقفًا لا يخطئه أحد:
أن صعدة ما تزال حارسًا أمينا للجبهة الداخلية، وعينًا لا تغفو على تحَرّكات العدوّ، وركنًا ثابتًا من أركان محور المقاومة.
وأن كُـلّ خطوة يقدم عليها العدوّ الصهيوني أَو أدواته ستجد أمامها شعبًا حرًا لا يعرف إلا طريق العزة والاستقلال.
هكذا تحدثت القبيلة.. وهكذا كتبت صعدة رسالتها بأن اليمن حاضر، قوي، ثابت، وشريك أصيل في معركة الأُمَّــة ضد المشروع الأمريكي–الصهيوني، وأن النصر لأحرار الأرض أقرب مما يظُنُّ العدوّ.