ثورة 21 سبتمبر.. شرعية الميدان تسقط كيانات الارتهان وتعيد لليمن موقعه الحر في معادلة الأمة
البيضاء نت | تقرير
لم تكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حدثاً عابراً في سياق الأزمة اليمنية، بل مثّلت نقطة تحوّل تاريخية أعادت تعريف مفهومي السيادة والشرعية، وكشفت مبكراً حقيقة الكيانات المرتبطة بالخارج، التي ادّعت تمثيل اليمن بينما كانت – في الواقع – أدوات لمشاريع إقليمية تتصارع على النفوذ والثروة.
21 سبتمبر وكشف زيف «الشرعية»
منذ انطلاقتها، رفعت ثورة 21 سبتمبر شعار الاستقلال الوطني ورفض الوصاية الخارجية، وهو ما جعلها في مواجهة مباشرة مع قوى الارتهان، ومع مرور الوقت، أثبتت الوقائع صحة مسارها، إذ انكشفت ما تُسمّى بحكومة الشرعية ككيان بلا قرار، يعيش خارج الوطن، ويتلقى توجيهاته من عواصم الخارج، دون أن يمتلك قدرة حقيقية على إدارة الأرض أو تمثيل الشعب.
الأحداث الأخيرة عرّت بشكل كامل طبيعة الدورين السعودي والإماراتي في اليمن، فلم يعد خافياً أن الخلافات بين الطرفين تُدار عبر أذرع محلية، وأن الهدف لم يكن يوماً إعادة ماتسمى «الشرعية» كما زُعم، بل تقاسم النفوذ والسيطرة على الموانئ والجزر والثروات السيادية، هذا الصراع، الذي تنبّهت له ثورة 21 سبتمبر منذ وقت مبكر، أسقط آخر أوراق التوت عن الكيانات التابعة، وأكد أنها مجرد أدوات في معركة مصالح لا علاقة لها باليمن ولا بوحدته.
سقوط شرعية الفنادق وبناء شرعية 21 سبتمبر
إعلان ما يُسمّى بالمجلس الانتقالي الجنوبي مشروع الانفصال، وسيطرته على أغلب المناطق الجنوبية بدعم وتمويل إماراتي، شكّل دليلاً إضافياً على انهيار مشروع ما تسمى «الشرعية»، فعودة وزراء ومسؤولين محسوبين على الجنوب وهم يعلنون تأييدهم للانفصال، جعل ما يسمى مجلس الرئاسة المكوّن من ثمانية أشخاص جسداً بلا روح، متناقضاً في أهدافه، وفاقداً لأي مشروعية وطنية أو سياسية، ما يعني سقوطه عملياً وشرعياً.
في مقابل هذا الانهيار، أسست ثورة 21 سبتمبر لواقع جديد، تُرجِم بقيام سلطة وطنية في صنعاء تمثّلها حكومة المجلس السياسي الأعلى، التي تمارس سيطرتها على أغلب الأرض والسكان، وتحافظ على النسيج الاجتماعي، وتفرض الأمن، وتسعى – رغم الحصار والضغوط – إلى تحقيق استقرار اقتصادي نسبي وإدارة شؤون الدولة بمسؤولية وطنية.
لم يقتصر أثر ثورة 21 سبتمبر على الداخل اليمني، بل أعادت لليمن حضوره الحر في قضايا الأمة، وفي مقدمتها الموقف المساند لغزة، هذا الموقف، الذي عبّر عن إرادة شعبية مستقلة، رفع من شأن اليمن إقليمياً وأخلاقياً، وأكد أن القرار الوطني حين يكون مستقلاً يتحول إلى عنصر قوة واحترام، لا إلى ورقة بيد الخارج.
وبذلك أثبتت التطورات أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن مجرد حراك داخلي، بل مشروع تحرري كشف مبكراً زيف الكيانات العميلة، وأسقط وهم «الشرعية» المصنّعة خارج الحدود، ومع تفكك معسكر الارتهان وتضارب أجنداته، تتكرّس اليوم شرعية الميدان والسيادة في صنعاء، كعنوان وحيد لليمن الحر، فيما تبقى مسؤولية المرحلة على وعي الشعب والتفافه حول مشروع وطني مستقل، يحمي وحدة اليمن وكرامته ودوره في محيطه العربي والإسلامي.
نقلاً عن موقع 21 سبتمبر