في الذكرى الـ2 للعدوان الأمريكي البريطاني: ثبات اليمن صنع المعادلة
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبد المؤمن محمد جحاف
بعد عامين على العدوان الأمريكي البريطاني المباشر على اليمن، لم تعد مسألة الفشل محلَّ رأي أَو سجال سياسي، بل تحوّلت إلى وقائعَ ثابتة تشهد عليها ميادين البحر والجو والعمق؛ كما يشهد عليها الموقف الذي لم ينكسر، والإرادَة التي لم تتراجع، رغم أعتى أدوات القصف والضغط والحصار.
لقد أنفقت “الشيطان الأكبر” أمريكا ما يقاربُ 8 مليارات دولار في حربها على اليمن، ضمن عدوان أرادت منه كسرَ الموقف، وإيقاف عمليات الإسناد لغزة، وحماية الملاحة الإسرائيلية.
غير أن النتيجة جاءت معاكسةً تمامًا لما خُطط له في غرف القرار بواشنطن ولندن؛ فشلٌ عسكري، واقتصادي، وسياسي، وإعلامي، في مقابل نجاح يمني متعدّد الأبعاد، أَسَاسه الثبات والإيمان والوعي بالمسؤولية أمام الله.
رباعية الفشل التاريخي للعدوان:
عسكريًّا: عجزت القوات الأمريكية والبريطانية عن تحقيق أي هدف استراتيجي معلَن؛ فلم تُوقف عمليات البحر، ولم توفّر الحماية لسفن العدوّ الإسرائيلي، ولم تستطع كسر معادلة الردع اليمانية.
بل تحوّلت المياه الإقليمية اليمنية إلى ساحة فشل مفتوحة لقوى الهيمنة، ومقبرة سياسية وعسكرية لمن راهن على القوة الغاشمة.
اقتصاديًّا: شكّل العدوان عبئًا ماليًا متزايدًا على واشنطن ولندن دون مقابل؛ مليارات أُنفقت على عمليات الانتشار البحري والتسليح، في نزيفٍ مالي كشف هشاشة الرهان على الحرب كأدَاة لحسم المواقف.
سياسيًّا: فشل العدوان في ثني اليمن عن موقفه المبدئي في نصرة غزة، كما فشل في عزلِ صنعاء أَو تشويه موقفها أخلاقيًّا أمام أحرار العالم.
إعلاميًّا: سقط الخطابُ الغربي أمام مشاهد الثبات اليمني، ليتأكّـد للعالم أن ما يجري هو موقف مبدئي نابع من وعي وإيمان، وليس مُجَـرّد مغامرة عسكرية عابرة.
ثباتُ اليمن.. سرُّ المعادلة
في المقابل، سجّل اليمن نجاحًا واضحًا في مسارات متوازية؛ نجح في الثباتِ أمام العدوان المباشر، ونجح في إسناد غزة عمليًّا لا شعاريًّا، وفرض معادلة بحرية جديدة أربكت حسابات القوة البحرية التقليدية للغرب.
لقد اعتقد صُنّاعُ القرار في “البيت الأبيض” و”داونينغ ستريت” أن القصف يصنعُ تراجُعًا؛ فإذا بالموقف اليمني الواثق بالله يتجدد يومًا بعد يوم، أكثر صلابة ووضوحًا.
إنه موقف لم ينطلق من حسابات الربح والخسارة السياسية، بل من منطلق إيماني واستحضار لواجب النصرة أمام الله.
ختامًا..
في الذكرى الثانية، يؤكّـد اليمنُ أن كُـلَّ محاولات أمريكا وبريطانيا لثنيه عن إسناد غزة قد باءت بالفشل.
العدوان المباشر لم يكن سوى دليل إضافي على عجز “التكنولوجيا” أمام “الإيمان”، وعجز “السلاح” أمام “الموقف”.
اليمن ثابت، وإسناد غزة مُستمرّ، وهذا الثبات هو العنوان الأبرز لهذه الذكرى: عدوانٌ فاشل.. وموقفٌ منتصر.