يقلع “ذو الفقار” من اليمن، لا لفتح بابٍ حصن، بل ليهدم سقف الكيان على المجرمين

البيضاء نت | مقالات

 

 

بقلم/ عبدالله عبدالعزيز الحمران

 

 

في مشهدٍ يعيد كتابة التاريخ بلغة النار والرمز، يعود “ذو الفقار” — لا كأثر تاريخي، بل كقوة حاضرة تضرب، حَيثُ يُظن التحصين، وتفضح هشاشة الكيان الذي قام على الوهم. من خيبر إلى فلسطين، تتكرّر السنن، وتتوالى الخيبات على عدوٍ لم يتعلم من التاريخ.

 

حين يتجدّد التاريخ بلغة الصواريخ

ليست العودة مُجَـرّد تكرار، بل تجلٍّ جديد للثبات والعقيدة. فها هو “ذو الفقار” يعود، لا كسيف في يد عليّ يقتلع باب خيبر، بل كصاروخ يخرق “سقف” كيان بُني على القتل والاحتلال، ظنّ أن القباب الحديدية والمنظومات الغربية قادرة على حمايته من سُنن الله.

خيبَة مرحب تتكرّر في قلب الكيان

كما سقط باب خيبر تحت ضربة يقين علي، يسقط اليوم “سقف” الكيان تحت يقين وضربات أبناء علي الذين لا يعرفون الهزيمة. باب خيبر كان رمز القوة اليهودية يومها، فاقتلعه الإمام علي، لتبدأ مرحلة الانهيار المعنوي قبل المادي. واليوم، تعيش “تل أبيب” الخيبة ذاتها، حين اخترقت الصواريخ اليمنية سقفها الذي طالما تبجّحت بأنه حصين.

من السيف إلى الصاروخ… الجوهر لا يتغيّر

لا تغيّر إلا الشكل، أما المضمون فهو ذاته: مواجهة الظلم والبغي بثبات الحق. لم يعد السيف وسيلة المعركة، بل صار الصاروخ النافذ هو امتداد لذاك السيف. ومثلما كان الإمام علي صوت العدل حين سكت الجميع، فَــإنَّ اليمن شعبا وجيشا يُسمِعون الكيان لغة يفهمها: القوة المبنية على المظلومية والشرعية.

الخيبة طريق الزوال

ما بعد اقتلاع باب خيبر لم تكن إلا الهزيمة، وما بعد خرق السقف الدفاعي للكيان ليست إلا بداية الانكشاف الكبير. فالضربات لم تكن مُجَـرّد استعراض قوة، بل إعلان حتمي لمسار الزوال. ومن خيبر إلى فلسطين، تتكرّر السنن: حين يسقط الحصن، يتبعثر من احتمى به.

الإمام علي لا يغيب، بل يتجدّد

ذو الفقار لم يختف، بل غيّر شكله وتطورت رسالته. هو اليوم طائرة بلا طيّار، صاروخ بعيد المدى، لكنه يضرب بسم الله وشجاعة علي ذاته، وما خيبر إلا تمهيد، وما السقف المخلوع اليوم إلا بشارة لبداية النهاية.

لم يعد ذو الفقار سيفًا فقط، بل صار صاروخ وصرخة في وجه مرحب.

وفي مشهد يعيد ذاكرة خيبر، يقلع “ذو الفقار” من اليمن، لا ليقتلع باب حصن، بل سقف كيان ظن نفسه عصيًّا ومحصنًا من صواريخ اليمن.