أمريكا واستعراض عضلات الشرطي الدولي في المنطقة

البيضاء نت | محلي

 

 

أمريكا تتصرف وكأنها شرطي العالم، تتدخل في شؤون الدول وتنفذ أعمالاً قاسية ضد الشعوب، جيوشها تنتشر في كل مكان، تحمي نظاماً استعمارياً قديماً تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، هذا النظام لا يخدم إلا مصالح القوى الكبرى. الكثيرون يعرفون هذه الحقائق، خاصة قادة الدول العربية والإسلامية.
لكنهم صامتون، لأن أمريكا وإسرائيل وأوروبا تفرض عليهم هذا الصمت، لقد حولوا الأنظمة العربية إلى أدوات تنفذ أجندات خارجية، بلا إرادة حقيقية، الآن تشن أمريكا وإسرائيل هجوماً شرساً على إيران.
هذا ليس عملاً عشوائياً، بل نتيجة تخطيط طويل. بدأوا بإضعاف حلفاء إيران مثل حزب الله، ثم استهدفوا سوريا،  بعد كل هذه التحضيرات، أصبح الطريق ممهداً لضرب إيران مباشرة.
المشهد مخيف، العالم يشاهد بلا حراك،  الأسوأ أن إيران ليست النهاية، فبعدها ستأتي دول أخرى مثل باكستان وتركيا. السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى سيستمر هذا الصمت؟
لطالما استهان السياسيون العرب والإسلاميون بالتصريحات الأمريكية حول مشروع “الشرق الأوسط الجديد”. لم يبذلوا جهداً حقيقياً لفهم أبعاد هذا المخطط أو كيفية التعامل معه، والآن، ها هم يدفعون ثمن تقصيرهم وتهاونهم.
الأوضاع الحالية تشهد تحولات جذرية، خرائط المنطقة تتغير، والتحالفات التقليدية تتهاوى. أنظمة تسقط وأخرى تنشأ وفق رؤى تخدم مصالح القوى الاستعمارية،  المشهد أصبح مقلقاً للغاية.
اليمن كان من القلائل الذين أدركوا خطورة المخطط مبكراً، قيادتها حذرت مراراً من العواقب، رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط أكد أن أي عدوان على إيران سيواجه برد قوي، الرسالة واضحة: على الدول العربية والإسلامية أن تتحد قبل فوات الأوان.
الوقت يداهمنا. التشرذم العربي والإسلامي يسهل تنفيذ المخططات الاستعمارية. المطلوب صحوة سريعة قبل أن نجد أنفسنا أمام حقائق جديدة لا يمكن التراجع عنها.