قال تبارك وتعالى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ وقال النبي صلوات الله عليه وآله: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

منذ ما قبل أسبوعين بدأت ملامح الفرحة الغامرة تتسلل إلى قلوب شعبنا اليمني ابتهاجًا بقدوم ذكرى مولد خير الخلق وأكرم الرسل وأحبهم إلى الله، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله, وانعكست هذه الفرحة من خلال الاستعدادات المكثفة رسميًا وشعبيًا في مختلف المحافظات اليمنية، حيث ازدانت الشوارع والمباني والمنازل بالأنوار الخضراء، وتعالت الأصوات بالمدائح والأشعار، وأقيمت الندوات والفعاليات، حتى غدت اليمن من أقصاها إلى أقصاها لوحةً تتلألأ بنور المحبة والولاء لرسول الله.

إن هذه الاستعدادات التي نشاهدها مدعاة للفخر والاعتزاز، ورسالة واضحة بفشل المرجفين والمنافقين وعلماء البلاط الذين يحاولون كل عام صرف الناس عن هذه الذكرى العظيمة، في الوقت الذي يغضّون الطرف عن حفلات اللهو والفساد, أما نحن فنعلن أن المولد هويتنا.. المولد عهدنا.. المولد وعدنا.

فإحياؤنا للمولد النبوي الشريف ليس طقسًا عابرًا أو مناسبة شكلية، بل هو امتداد حيّ للمشروع الإلهي الذي أطلقه النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله، مشروع تحرير الإنسان من عبودية الطغاة والمستكبرين، مشروع بناء الأمة وتوحيد صفوفها، مشروع النور والهداية الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور.

وإننا اليوم إذ نحيي هذه المناسبة العظيمة، فإننا نجدد العهد مع الله ورسوله أن نبقى ثابتين على هذا الخط، مستمسكين بالقرآن، مقتدين بالرسول الأعظم ﷺ، مؤكدين أن وعد الله بالاستخلاف والتمكين لعباده المؤمنين آتٍ لا محالة.

وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يجعل هذه الذكرى المباركة نورًا لقلوبنا، وعزًا لأمتنا، ووحدةً لشعبنا، ونصرًا قريبًا على أعدائنا, كما نسأله أن يجعلنا من المحبين الصادقين لرسوله الكريم، وأن يحشرنا في زمرته، ويسقينا ب يده الشريفة شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا.

وأهلاً وسهلاً بالقدوم المبارك لسيد الخلق وأشرف الرسل.