من برنامج رجال الله.. ملزمة معرفة الله عظمة الله – الدرس السادس (اليوم الثالث)
البيضاء نت | من هذى القرآن الكريم
هذا بالطبع يجول في نفسه، يتساءل كيف يكون الحكم فيها؟ هو نبي عن طريق الوحي يوحى إليه، وابنه سليمان من ورثة الكتاب هو ممن اصطُفي ليكون من ورثة الكتاب {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ألم يقل الله: أنه تدخل هنا؛ بأنه شاهد؟ تدخل في الحكم في قضية زرع، رعته أغنام شخص آخر على شخص، فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان، هو يوحي إلى داود وهو أيضاً يفهم سليمان، فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.
وهذا هو ما قاله [الإمام الناصر الأطروش] فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول: ((أن الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت)). وفعلاً، ولكن وفق الثقافة التي قُدمت في مجال معرفة الله قُدم غائباً، وارتفع عن هذا العالم، فحتى الإنسان يقوم هو يبحث حتى عن الله، حتى عن الله، كل واحد ينظر يدوِّر فين الله؟. كيف الله..الخ!!.
هل يمكن في قضية زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}، هو لا يغيب، وأن يتدخل فيها ففهمها سليمان وهناك أبوه داود نبي، ولم تُترك المسألة للاجتهاد من قِبل هذا أو هذا، على الرغم من أنه {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، أليس هذا؟ بلغوا درجة الاجتهاد وزيادة، {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، لكن لا، هو من يتدخل، ثم يهمل هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرىومستجدات كثيرة جداً وأحداث رهيبة، وأحداث كبيرة، يتركها وهي آخر الأمم، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول: هذا خاتم الأنبياء، وكتاباً واحداً ثم يقول: هذا آخر الكتب، ثم يقفل الملف، وينطلق الناس كل واحد يبحث عن إلهه وعما يتعبد به؟!..
يهمل الأمة وهو لم يهمل واحد فلسطيني أو ماذا أصله؟ رعت أغنام صاحبه عليه قليل زرع، فتدخل هو في القضية، وقال: أنه هو شاهد على حكمهم، وأنه فهّم سليمان كيف يكون الحكم؛ لأنه شاهد، وهذه قضية فرعية طبعاً.. فرعية هذه [كل واحد يقول فيها: يا أخي مسموح]، وإلا يقول واحد فيها أطرف واحد با يقول له: [أعط له قليل حب بدل الحب الذي أكل منها]، أو بعبارات من هذه.
فهو الشاهد، {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: من الآية53) الله في القرآن الكريم يؤكد لنا بأنه شاهد على كل شيء, وحاضر على كل شيء، ولو أنه ترسخ في ذهنيتنا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات, وكثيراً من هذا الانحطاط الذي وصلنا فيه؛ لأنه بسبب أننا لم نثق بالله؛ لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا، لم يترسخ في أنفسنا شهادته، شهادته وحضوره، وهو يقول في آيات كثيرة يرسخ أنه على كل شيء شهيد: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.وهو: {الْبَاطِنُ} سبحانه وتعالى فيما يتعلق بذاته فلا تدركه الحواس، ولا يمكن أن تقف الأذهان منه على كيفية، ولا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُحس، ولا يُجَس، ولا يُمس.
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن لكن لا يعني ذلك بأنه غائب عن الأشياء، لاحظ كيف تكرر هو ظاهر {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن فيما يتعلق بذاته سبحانه وتعالى, لا يمكن.. لا يمكن أن نتخيل له كيفية، ولا أن نقول بأن بإمكاننا أن نراه أو نلمسه أبداً.. أن نراه بأبصارنا {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) هو بكل شيء عليم.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لحسن معرفته والثقة به إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
دروس من هدي القرآن الكريم
من ((ملزمة معرفة الله عظمة الله – الدرس السادس))
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 23/1/2002م
اليمن – صعدة