تصريحات العدو بين العجز والخيال

البيضاء نت | عربي دولي 

بقلم / أحلام الصوفي

 

في مشهد يكشف هشاشة الخطاب الصهيوني، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي متوعدًا بالوصول إلى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورافعًا علم كيانهم فوق صنعاء. لا يبدو هذا التهديد سوى قفزة في الفراغ تعكس مأزقًا وجوديًا يعيشه العدو أمام صعود قوى المقاومة؛ وتحديدًا اليمن الذي لم يعد رقمًا هامشيًا، بل أصبح جزءًا فاعلًا في معادلة الردع الإقليمية.

وفي ذات السياق، أعاد دونالد ترامب تكرار نغمة الوعيد التي سبقته بها إدارته السابقة، ملوّحًا بفتح “أبواب الجحيم” على الحوثيين؛ كأن اليمن لم يعش لسنوات في قلب حربٍ متعددة الوجوه. لكن الحقيقة أن هذا البلد تجاوز كل محاولات التركيع، وخرج من رماد الحرب أشدَّ صلابةً وأكثر وضوحًا في رؤيته.

تأتي هذه التهديدات بعد أن صار تأثير العمليات اليمنية ملموسًا على الأمن الإسرائيلي والمصالح الأمريكية في المنطقة. وأمام هذا التحول تتجه البوصلة الإعلامية للعدو نحو التصعيد اللفظي، ظنًا منه أنه قادر على إرباك مسار اليمن المستقل.
الرجل الذي يخشاه العدو ويُحسب لخطاباته ألف حساب ليس مجرد قائد ميداني أو زعيم مرحلة، بل هو امتداد لسلالة أشرقت بالنور؛ معدنها من النبوة، وجذورها في الطهر العلوي. هو حفيد الكرار الذي ورث عن جده الشجاعة في ساح الوغى، وعن أبيه الزهد والورع والثبات في ميدان الحق.

إنه ليس صوتًا عاديًا في زمن الصراخ، بل عقلية استراتيجية تتحرك برؤية قرآنية؛ تتقدّم بثبات وتصوغ معادلات الردع بوعيٍ عميق لا ينزلق نحو المهاترات ولا يُستدرَج إلى الفخاخ. في زمن تعالت فيه أصوات الزيف وانهارت فيه كراسي أنظمة على وقع صفقات العار، بقي صوت السيد القائد بوصلة تحافظ على اتزانها الأخلاقي والسياسي.
ما يخشاه الصهاينة ليس الصواريخ فقط، بل مشروع كامل يحمله هذا القائد المؤمن: مشروع يعيد الأمة إلى هويتها، يفضح الأنظمة العميلة، ويعيد رسم حدود الكرامة في زمن التطبيع والانبطاح. لذلك تخرج تهديداتهم متشنجة؛ لأنهم لا يملكون أمام هذه الصلابة سوى التهويل.

ولعل اليمنيين يدركون جيدًا أنّهم حين يمضون خلف هذا القائد، فإنهم لا يسيرون خلف رجل سياسة فحسب، بل خلف مدرسة تخرجت من محراب الطهر وميدان العزّة، وتاريخٍ كُتب بالدم الطاهر من بدر إلى كربلاء.
فهل ستخيفهم تصريحات عدوٍّ يترنّح؟ وهل ستهزّ يقينهم بيانات تهديدٍ من رؤوسٍ قديمة أعجزتها المقاومة عن الفعل فاستسهلت الوعيد؟ اليقين أنّ هذا الشعب قد اختار مساره، وأن قائده غير قابل للكسر ولا للمساومة؛ بل هو عنوان للمرحلة، ورمز للمواجهة، وذخر للأمة.