ثورة 21 سبتمبر.. صرخة الحرية وملحمة العزة اليمنية

البيضاء نت | مقالات 

بقلم/ د. عبد الملك أبو دنيا

 

في ليلةٍ من ليالي التاريخ الفاصلة، أشرق فجر 21 سبتمبر كبركانٍ من نور، يبدّد عتمة الوصاية والهيمنة، ويكتب بدماء الأحرار ملحمة الحرية والكرامة لليمنيين. لم تكن تلك الثورة مُجَـرّد تحَرّك شعبي، بل كانت قدرًا إلهيًّا وإرادَة جماهيرية ترفض الانكسار، وتعلن أن اليمن لم ولن يكون تابعًا لأية قوة على وجه الأرض.

 

إرادَة تكسر القيود

خرج الشعب اليمني العظيم، رجالًا ونساءً، في ثورة عارمة كالسيل الجارف، يهتف بصوت واحد: “قرارنا بأيدينا”.

سقطت الأقنعة، وتهاوت عروش الوصاية، وارتفعت رايات الاستقلال عاليًا فوق سماء صنعاء لتقول للعالم أجمع: اليمن حُرّ، اليمن سيد نفسه، ولن يُدار إلا بإرادَة أبنائه.

 

قيادة من معدن الإيمان

تقدّم الثورة رجالٌ من طينة مختلفة، قيادة مؤمنة صادقة، استمدت قوتها من الله ومن شعب لا يعرف المستحيل.

حفيد حيدر الكرار، بصلابته وعزيمته، قاد الركب بحكمةٍ وإصرار، راسمًا مسارًا جديدًا يعيد لليمن مكانته التي سُلبت عقودًا طويلة.

قيادة أبت إلا أن يكون اليمن عزيزًا مرفوع الرأس، يقرّر مصيره دون إذنٍ من أحد.

 

انتصار القرار اليمني

أعظم إنجاز لثورة 21 سبتمبر هو تحرير القرار اليمني من قيود الهيمنة الأجنبية.

لا اتّفاقات مفروضة، ولا أوامر خارجية، بل قرار مستقل ينبع من صنعاء الحرة.

من تلك اللحظة، باتت الكلمة العليا لأبناء اليمن، واليد العليا لشعبٍ أبيّ لا يقبل أن تُرسم سياساته في عواصم الغير.

 

زلزال أربك العالم

ارتجفت عواصم الوصاية والإملاءات يوم دوّى صوت صنعاء الحرة.

تحَرّكت القوى العالمية مرتبكة أمام شعبٍ أعلن أنه لن يخضع بعد اليوم.

فأصبحت ثورة 21 سبتمبر درسًا ملهمًا للشعوب المستضعفة، ورسالة تقول: من أراد الحرية فليصنعها بيده، ومن أراد العزة فليدفع ثمنها غاليًا.

 

روح لا تموت

ثورة 21 سبتمبر ليست مُجَـرّد ذكرى، بل روح حيّة تنبض في قلوب اليمنيين.

إنها عهدٌ يتوارثه الأجيال، يذكّرهم بأن الكرامة لا تُستجدى، وأن السيادة لا تُعطى، بل تُنتزع انتزاعًا.

هي نداء يتردّد في كُـلّ بيت وكل جبهة: سنحمي قرارنا، سنصون كرامتنا، وسنظل أحرارا مهما طال الصراع.

 

الخلاصة

إنها ثورة الإيمان والإصرار، ثورة حطّمت قيود الوصاية وكتبت لليمنيين عهد الحرية.

21 سبتمبر ليس تاريخًا على ورق، بل هو نبض وطنٍ أبى الركوع، وصوت أُمَّـة أقسمت أن تبقى مرفوعة الرأس، تبني حاضرها بعرقها وتحدّد مستقبلها بإرادتها.

هذه هي ثورة الكرامة الخالدة..

ثورةٌ حرة، نقية، يمنية حتى النخاع.