أسرة الشهيد عيسى العفيري تكشف تفاصيل تسع سنوات من الأسر والتعذيب انتهت بإعدامه على يد مرتزقة العدوان في تعز

البيضاء نت | محلي 

 

كشفت أسرة الشهيد الأسير عيسى العفيري جانبًا من فصول المأساة التي عاشها خلال أكثر من تسع سنوات من الأسر والتعذيب على أيدي مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في المناطق المحتلة من محافظة تعز، قبل أن يُقدموا على إعدامه قبل يومين في جريمة تجسد نهجهم الإجرامي بحق الأحرار والأسرى.

وأكدت الأسرة تمسكها بـ المشروع القرآني وبالثبات على نهج الشهداء، مجددة وفاءها لكل من ضحى بحياته دفاعًا عن الأرض والمبادئ، ومعتبرة أن ذكرى الشهيد تمثل رمزًا للصمود في درب المسيرة القرآنية وقيادتها ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

وبحسب روايات الأسرة، فقد كان الشهيد العفيري من أنصار الله، حين حاصرته ميليشيا حزب الإصلاح ومرتزقة العدوان داخل منزله في منطقة حمير الوادي بمديرية مقبّن لمدة يومين متتاليين، مطلقين نيران مختلف أنواع الأسلحة على المنزل الذي كان بداخله مع والدته وأخته وأخيه الصغير البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا.

ورغم التفوق العسكري للمرتزقة الذين حاصروا المنزل بأكثر من عشرين آلية عسكرية، رفض الشهيد العفيري الاستسلام وتمسك بمبادئه وكرامته حتى أُسر بعد مقاومة بطولية.

وأشارت الأسرة إلى أن عمليات التعذيب التي تعرض لها الشهيد استمرت نحو عشر سنوات (من 2016 حتى 2025)، بإشراف القيادي المرتزق عبد القادر هائل، الذي مارس شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي في محاولة لإخضاعه أو استغلاله للضغط على أسرته، دون أن ينجح في كسر إرادته.

وقبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه، قال الشهيد كلماته الأخيرة:
“سامحونا، كلنا في سبيل الله على درب الشهداء والمسيرة القرآنية.”

وأوضحت الأسرة أن ميليشيا العدوان هاجمت منزلهم مرارًا بعد أسر الشهيد، ما أدى إلى استشهاد والدته بعد ثلاث سنوات من أسره، كما استُشهد شقيقه الصغير لاحقًا أثناء مشاركته في إحدى الجبهات، لتزداد مأساة الأسرة التي واجهت كل ذلك بثبات وصبر.

وأكدت الأسرة أن جميع محاولات العدو لإجبارهم على الخضوع أو الدخول في صفقات تبادل مزيفة باءت بالفشل، وأن الشهيد ظل وفيًّا لقضيته حتى آخر لحظة، مشددة على أن دماء الشهداء ستظل وقودًا للمسيرة القرآنية وعنوانًا للصمود في وجه العدوان.

وختمت الأسرة بالقول إن الشهيد أوصى بأن يُدفن إلى جوار والدته، وأن يواصل الجميع السير على نهج الشهداء، متمسكين بالحرية والكرامة، رافضين كل أشكال الترهيب أو الإغراء، مؤكدة أن دماء الشهيد وأسرته ستبقى نبراسًا للأحرار ومصدر إلهام للمجاهدين في مواجهة قوى العدوان والاحتلال.