العدوان يكمم صوت الحقيقة: استشهاد الجعفراوي يرفع حصيلة الصحفيين الشهداء في غزة إلى 255

البيضاء نت | عربي دولي 

 

في مشهدٍ يختزل قسوة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة اليوم الاثنين، استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي، ليرتفع عدد الشهداء من العاملين في الحقل الإعلامي إلى 255 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

رحل الجعفراوي، كما رحل العشرات من زملائه، وهم يؤدون واجبهم المهني والإنساني في نقل الحقيقة من قلب الدمار، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة، وسلاحهم الوحيد هو الكاميرا والكلمة.

وأدان المكتب الإعلامي بشدة الاستهداف الممنهج والمتكرر للصحفيين الفلسطينيين، معتبراً أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الجرائم إلى طمس الشهود ودفن الذاكرة الجمعية، بعد أن فشل في كسر إرادة المقاومة وصمود الناس.

ودعا البيان الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل المؤسسات الإعلامية في العالم، إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والمهنية، وإدانة الجرائم التي تُرتكب بحق الجسم الصحفي في غزة، الذي أثبت شجاعة استثنائية في مواجهة آلة القتل والتدمير.

كما حمّل المكتب الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه من الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية المشاركة في العدوان، كالمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة، التي تمثل امتداداً واضحاً لجريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.

وأكد البيان أن استمرار استهداف الصحفيين هو محاولة لإسكات الحقيقة وقطع شريان الوعي الإنساني، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإعلامية إلى التحرك الجاد لمحاسبة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية، وتوفير الحماية للصحفيين الذين ما زالوا يعملون تحت القصف في ظروفٍ إنسانية بالغة القسوة.

في غزة، لا يُطفئ استشهاد الصحفيين وهج الحقيقة، بل يزيدها وضوحاً. فكل كاميرا سقطت، خلفت ألف عين ترى، وكل قلم انكسر، أنبت عشرات الأقلام التي تواصل التوثيق والكتابة، لتبقى الحقيقة الفلسطينية حيّة رغم كل محاولات طمسها.