اليمن يصنع توازن الردع مع العدو الصهيوني.. عامان من الفعل الثوري والتأثير الاستراتيجي

البيضاء نت | تقرير 

منذ اللحظة الأولى لعدوان الإبادة الصهيوني على غزة، لم يكتفِ اليمن بالشجب أو الإدانة، بل حوّل شعارات التضامن إلى فعل ميداني حقيقي. عامان من الصمود والمواجهة جعلتا صنعاء تتحوّل من جبهة إسناد إلى محور تأثير استراتيجي، يعيد رسم موازين القوى في فلسطين والمنطقة.

من القول إلى الفعل:


اليمن لم يقتصر دوره على الكلمات، بل كتب فصلاً جديداً في معنى الانتصار. منذ انطلاق “طوفان الأقصى”، تحوّل الدعم اليمني من موقف معنوي إلى فعل مؤثر على الأرض، في البحر والجو وعلى امتداد الجغرافيا، مؤكدًا أن الصراع مع الكيان الصهيوني قضية أمة وليس مسؤولية الفلسطينيين وحدهم.

البحر الأحمر.. جبهة سيادية يمنية:


استثمرت صنعاء موقعها الاستراتيجي لتحويل البحر الأحمر إلى ساحة نضالية مفتوحة. أغلقت الممرات البحرية أمام السفن الإسرائيلية، وشلّت ميناء “إيلات”، ما رفع تكاليف العدو وغيّر المعادلة الاقتصادية للعدو.

حصار بحري واقتصادي:

استهدفت اليمن أكثر من 76 سفينة، بينها 25 إسرائيلية، وتمكنت من السيطرة على “جلاكسي ليدر” وسحبها إلى الحديدة في نوفمبر 2023. هذه العمليات حولت الإسناد اليمني إلى حصار اقتصادي خانق لم تتمكن إسرائيل من تجاوزه، رغم تحالف الغرب لحماية ملاحتها.

تشتيت الجهد الغربي وإرباك العدو:


أجبرت العمليات اليمنية الولايات المتحدة وبريطانيا على تحويل جزء كبير من قواتهما البحرية إلى البحر الأحمر، ما أربك الجهد الغربي، وفشل العدوان الأمريكي البريطاني في تحقيق أهدافه، بينما استمرت العمليات اليمنية بالصعود كمّاً ونوعاً.

معجزة الردع بقدرات ذاتية:


خلال عامين، قدّم اليمن نموذجًا فريدًا في التطوير العسكري الذاتي، مستخدمًا صواريخ فرط صوتية ومجنّحة وطائرات مسيّرة بعيدة المدى وصلت إلى عمق فلسطين المحتلة. بلغت عمليات الإسناد أكثر من 1835 عملية، مع استخدام صواريخ “فلسطين 2” و”يافا” المسيّرة، لتعلن ولادة توازن ردع جديد في المنطقة.

زلزال داخلي في كيان العدو:


أدت الضربات اليمنية إلى ارتجاف “تل أبيب” و”يافا” و”إيلات”، وكشفت هشاشة أسطورة الأمن الإسرائيلي، ما أحدث حالة ذعر وانهياراً في الثقة بين المجتمع والقيادة السياسية والعسكرية.

الموقف الشعبي.. سند لا ينكسر:


حاضنة شعبية واسعة دعمت العمليات العسكرية من خلال مسيرات أسبوعية، مؤكدًا وحدة الشعب والقيادة في مواجهة المشروع الصهيو–أمريكي، وتحولت الساحات اليمنية إلى جبهة وعي وصمود موازية لجبهة القتال.

غزة واليمن.. وحدة الدم والمصير:


العلاقة بين صنعاء وغزة ليست تكتيكية، بل تحالف عقائدي وروحي. عامان من الفعل كتبتهما صنعاء بالدم والكرامة لتثبت أن الأمة حيّة، وأن من آمن بالقضية لا يُهزم مهما اشتد الحصار.

اليمن.. سيف الأمة وضميرها الحي:


اليوم، يقف اليمن شامخاً على ضفاف البحر الأحمر، حاملًا راية العزة والكرامة، حوّل البحر إلى ساحة سيادة، والسماء إلى ميدان ردع حرّ، مردداً للعالم: “من صنعاء خرج القرار.. ومن غزة جاء الصدى: نحن لا ننكسر.”