أوهامُ الخَـوَنة
البيضاء نت | مقالات
بقلم / يحيى المحطوري
من يتابعْ نبضَ الشارع اليمني في وسائل الإعلام، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، يلاحظْ مستوى تأثُّر الناس باستشهاد اللواء المجاهد محمد الغُمَاري، رضوان الله عليه.
مشاعر مختلطة بين الحُزن والأسى والاعتزاز والفخر، ودموع ممزوجة بالغضب.
ويلاحظ أَيْـضًا حجمَ الحقد وكمية الشماتة التي بدت من أفواهِ حفنة منافقي اليمن في الخارج، من أدوات المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وخُصُوصًا بعد وقف إطلاق النار في غزة، فيتذكر قولَ الله سبحانه وتعالى:
فَإِذَا ذَهَبَ الخوفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْر.
الذين يهتفون بالويل والثبور ويتحدثون واهمين عن الأيّام السوداء القادمة على الشعب اليمني في ظل التوجّـه الأمريكي الإسرائيلي لمعاقبته على مواقفه البطولية مع أبناءِ غزة خلال العامين الماضيين.
ويرجفون ويخوِّفون البعض ويتحدثون عن ضعف الجبهة اليمنية واختراقها واختلال صَفِّها، معتمدين على نبإ إعلان استشهاد هذا المجاهد العظيم كدليلٍ على ذلك.
ولم يفهم هؤلاء أن ما حدث طوالَ العامين الماضيين ليس عملَ شخص بمفرده حتى يتمكّنَ العدوُّ من إيقافه بقتله.
بل هو جهودٌ عظيمة لفتية من شباب اليمن آمنوا بربهم فزادهم هدى، وآتاهم من البصيرة والعِلْمِ ما يحطِّمُ الظروفَ الصعبة، ويكسرُ تفوُّقَ العدوّ تقنيًّا وعسكريًّا.
أُولئك الشباب الذين باعوا لله أنفسهم.
وهجروا في سبيله وسبيل نصرة المستضعفين في غزة بيوتهم وجامعاتهم، وتفرغوا لصنع تلك البطولات التي أذهلت العالم.
أُولئك الفتية الذين وهبوا أعمارَهم لله بكل رغبة واشتياق، وجاهدوا وصابروا، وجسَّدوا الدينَ واقعا عمليًّا، نصيرًا للمستضعفين، منكِّلًا بأعداء الله من اليهود المجرمين.
أُولئك الذين سارعوا وسابقوا إلى الله؛ ففازوا وربحوا السباقَ في الدنيا والآخرة.
حملوا الوعيَ وساروا في خُطَى الآل وجاهدوا بكل ثبات؛ فسحقوا بالهدى أباطيلَ النفاق.
واستساغوا المُرَّ وأصبح الموتُ في سبيل الانتصار لدينهم وقضيتهم حلوَ المذاق.
ورأوا في الشهادة المجدَ الحقيقي والعز الباقي؛ فأصبحوا لها من العشاق.
وكانوا في طليعة الشعب اليمني العظيم الصابر المجاهد الذي وقف مواقفَ البطولة، رغم ظروف الحرب والحصار والمعاناة الكبيرة، من انقطاع الرواتب وانهيار الوضع الاقتصادي، ولم يُثْنِه ذلك عن الوقوف مع غزة بكل قوة وثبات.
وعاشوا مع أبناء غزة كُـلَّ لحظات الحرب والحصار، والفَقْد والاستشهاد، طوال العامين الماضيين.
وتحَرّكوا بكل قوتهم من منطلق الثقة بالله العظيم، والإيمان بقدرته وجبروته وهيمنته، وتأييده الكبير للشعب اليمني في كُـلّ مراحل الصراع السابقة.
ولذلك فَــإنَّ كُـلَّ ضجيج المنافقين ونُباحهم، مُجَـرّدُ أمانٍي وأوهامٍ لا مكانَ لها على أرض الواقع، ومن المحتوم أن اللهَ لن يترُكَ هذا الشعب فريسةً لأعدائه، بل على العكس فَــإنَّه سيمُدُّه بعونه ونصره وتأييده، وسيجعل لهم مع كُـلّ عُسر يسرًا.
وَعْدَ اللهِ لَا يُخلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.