للحماقة وجوه كثيرة..!
البيضاء نت | مقالات
بقلم / عبدالمنان السنبلي
والله لقد خبرت الحمير وعرفت طباعها وأنواعها ومدى تحملها وصبرها على الأذى، إلا أنني، ومع ذلك كله، لم أعهد في حياتي كلِّها حميرًا أَو أشباهَ حمير كأُولئك المحللين السياسيين أَو الإعلاميين اليمنيين والخليجيين الذين يطلّون من على الشاشات يناقشون ويحلّلون المِلفَّ اليمني..!
بِالله عليكم بعد أكثر من عشر سنواتٍ من العدوان والقصف والقتل والتدمير يطلع علينا بعضُ هؤلاء الحمير وأشباهُهم في أكثر من قناةٍ تلفزيونيةٍ وأكثر من حوارٍ متسائلين: أين الشعبُ اليمني، وأينَ القبائلُ اليمنيةُ العصيةُ الأصيلةُ، ولماذا لا يثورون وينتفضون ضدَّ (الحـ ـ ـوثي) بحسبهم، ولماذا..
ولماذا..!
باللـــــه عليــــــــــــكم:
هل رأيتم أغبى من هكذا حمير أَو أشباهِ حمير..؟!
يعني: (يحسّسوك) وكأنّ هؤلاء (الحـ ـ ـوثيين) قد جاؤوا محتلّين من عالمٍ آخر أَو من فضاءٍ خارجي، وكأنَّ مقاتليهم أَيْـضًا يتكاثرون ويتناسلون تلقائيًا، أَو وفقًا لنظريةِ التطورِ الذاتي (لداروين)، أَو شيئًا من هذا القبيل..!
لا..، وفوق هذا كله تجد من متابعيهم والمتفاعلين معهم من يتساءل مثلهم أيضًا: أين الشعبُ اليمني وأينَ القبائلُ وأينَ وأين..!
صحيحٌ، أنّه من الحماقة أن أشغلَ نفسي كَثيرًا بتتبّع نهيق مثل هكذا بهائم أَو أشباهها، أَو أن أعطيها أي اهتمام يذكر، إلا أنّني في الوقت نفسه أجد نفسي مطالَبًا دائمًا بالتصدِّي لكل ناعقٍ وناهقٍ ولجمِ فمه مهما صغر شأنه أَو شأن حديثه، خَاصَّة إذَا كان الحديثُ يدور عن اليمن العظيم.
قالَ: أين الشعبُ اليمني..
قال؟!
إن لم يكن الشعبُ اليمني وقبائله الصامدةُ الأبيةُ والعصيةُ على الغزوِ والاحتلال هم من كانوا، ولا يزالون وسيظلون، يقاتلونكم، فمن الذي يقاتلكم يا (هوام) الأرض..؟!
وهل يستمدُّ (الحـ ــ ـوثيون) أصلًا صمودَهم وقوتَهم، بعد الله ـ سبحانَه وتعالى ـ إلا من هذا الشعبِ اليمني العظيم وقبائله الأبيةِ والشجاعةِ الصامدةِ ومخزونها البشريِّ الضخم يا (دواب) الأرض..؟!
الشعبُ الذي تتحدثون عنه وتريدونه أن ينقلب على نفسه ـ يا حثالةَ البشر ـ هو ذاتُ الشعبِ الذي قصفتموه وقتلتموه جُبنًا وحقدًا، وهو ذاتُ الشعبِ أَيْـضًا الذي عجزتم عن إقناعه وتأليبه على نفسه ووطنه، قد أصبح اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا من ذي قبل لمخطّطاتكم ومؤامراتكم عليه، ثم تريدون منه بعد كُـلّ ذلك اليوم أن يزيدَ لكم خدمةً بأن يقومَ لعينيكم بما عجزتم عن فعله بأسلحتكم الفتاكة وطائراتكم النفاثة الحديثة وقنابلكم العنقودية والفراغية وصواريخكم الذكية..!
حقًا.. للحماقة وجوه كثيرة.