اليمن يكسر الردع البحري الأمريكي ويصبح لاعباً إقليمياً مؤثراً

البيضاء نت | محلي 

 

أظهرت العمليات البحرية اليمنية منذ عام 2023 تحولاً استراتيجياً غير مسبوق، حيث نجحت في إغلاق الممرات البحرية الحيوية التي تستخدمها السفن الأمريكية والإسرائيلية، مستعينة بالمسيّرات البحرية والجوية والصواريخ المجنحة، ما قلب معادلة القوة البحرية التقليدية وقلّص هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال العميد اللبناني عمر معربوني، خبير الشؤون العسكرية، إن اليمن أدخل سلاحاً نوعياً إلى المعركة عبر استخدام المسيّرات الانقضاضية في البحر، ما أجبر الأساطيل الأمريكية على تعديل مواقعها أو الانسحاب التكتيكي، وفشل في فرض السيطرة الكاملة على البحر الأحمر.

وأدى هذا التحول إلى انهيار مفهوم الردع الكلاسيكي، حيث أصبحت كل عملية يمنية منخفضة التكلفة تتطلب دفاعات باهظة الثمن، ما جعل الحرب استنزافاً اقتصادياً للطرف الأمريكي. وامتدت تأثيرات العمليات اليمنية لتشمل البحر الأحمر والعربي والمتوسط، جاعلة باب المندب محوراً استراتيجياً وإعادة صياغة الأمن البحري العالمي.

وأضاف معربوني أن اليمن لم يعد ساحة صراع داخلي فحسب، بل أصبح شريكاً مؤثراً في رسم الجغرافيا السياسية الإقليمية، مع تآكل هيمنة واشنطن وظهور فرص لإيران وروسيا والصين لتعزيز نفوذها.

اليمن بهذه التحركات أثبت أن الحسم لم يعد مرتبطاً بعدد الأساطيل أو القوة النارية، بل يعتمد على التكتيك الذكي واستخدام التقنيات غير المتماثلة، ما يجعله قوة بحرية سياسية مؤثرة على مستوى العالم.