ذكرى الشهيد.. اليمنيون يجددون عهد الوفاء ويخلّدون تضحيات الأبطال
البيضاء نت | محلي
تتجدد في وجدان اليمنيين معاني العزة والوفاء كل عام مع حلول ذكرى الشهيد، المناسبة التي تحتل مكانة رفيعة في الوعي الجمعي، وتستحضر فيها الأمة مآثر الشهداء الذين جسّدوا أسمى قيم العطاء والتضحية في سبيل الله والدفاع عن الدين والوطن والكرامة.
فهم الذين قدّموا أرواحهم رخيصة في ميادين الحرية والعزة، ونالوا أعظم المراتب عند الله، وخلّدوا أسماءهم في سجل المجد والخلود.
تأتي الذكرى السنوية للشهيد لتؤكد أن الشهادة ليست حدثاً عابراً في مسيرة الشعب اليمني، بل عقيدة راسخة تشكّل جوهر هويته الإيمانية ومسار نضاله الطويل ضد قوى الاستكبار العالمي وأدواتها من العملاء والمرتزقة.
وفي هذه الأيام، يستعد اليمنيون لإحياء المناسبة بفعاليات واسعة تشمل الزيارات لروضات الشهداء وتكريم أسرهم، في تعبير صادق عن الوفاء والعرفان لتضحياتهم الجليلة، واستحضار لقداسة القضية التي وهبوا حياتهم لأجلها.
منذ مطلع الألفية الثانية، دفع اليمن ثمناً باهظاً لتمسكه بقراره المستقل وانتمائه الإيماني، بدءاً من الحروب الست على صعدة، مروراً بالعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عام 2015م، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي الأمريكي المباشر على الشعب اليمني، في سلسلة من الاعتداءات التي لم تزده إلا صموداً وثباتاً وإيماناً بعدالة قضيته.
وتأتي ذكرى الشهيد لهذا العام 1447هـ لتكون محطة إيمانية ووطنية لتجديد العهد بالسير على درب الشهداء، واستلهام دروس العزيمة والإرادة والثبات، وتعزيز روح الفداء في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار، استمراراً للمسيرة التي خطّها الشهداء بدمائهم الزكية حتى يتحقق النصر الكامل بإذن الله.
وفي هذه المناسبة، تتجدد الدعوات إلى مؤسسات الدولة لتحمل مسؤولياتها تجاه أسر الشهداء وذويهم، وتوفير الرعاية الكاملة لهم، وفاءً لتضحيات أبنائهم، بعيداً عن الطابع الموسمي للاهتمام الذي يقتصر على فترة المناسبة.
كما تبرز أهمية ترسيخ ثقافة الشهادة في الوعي المجتمعي، وغرس قيم الإيثار والصمود والثبات التي جسدها الشهداء، بما يسهم في بناء مجتمعٍ مؤمنٍ بعظمة التضحيات ومتمسكٍ بمبادئ الحرية والكرامة.
لقد شكّلت ثقافة الجهاد والاستشهاد التي رسخها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مصدر قوة وإلهام للشعب اليمني في مواجهة الأعداء وكسر جبروت المستكبرين، حتى أصبح اليمن اليوم أكثر قدرة على فرض معادلات الردع والنصر في مختلف الجبهات، والدفاع عن قضايا الأمة ومواجهة الكيان الإسرائيلي في عمق الأراضي المحتلة.
وخلال أحد عشر عاماً من الصمود، ألحق أبطال اليمن خسائر فادحة بقوى العدوان ومرتزقتها، بفضل الله وتضحيات الشهداء وصمود الشعب الأسطوري الذي صنع ملاحم العزة والكرامة، ليغدو اليمن اليوم رقماً صعباً في معادلات الإقليم والعالم.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد أكد في خطاب سابق أن إحياء ذكرى الشهيد يمثل تجسيداً لصمود الشعب اليمني واستعداده العالي للتضحية، مشدداً على أن ثقافة الشهادة هي التي تصنع العزة والكرامة، وتبني الأمم الحرة التي لا تُهزم مهما اشتد العدوان.
وأوضح أن الشهادة في سبيل الله مرتبة رفيعة وفوز عظيم، وأن الإيمان الحقيقي لا يكتمل إلا بالتحرر من الطاغوت والاستعداد للتضحية، مؤكداً أن الأمة التي تؤمن بثقافة الشهادة تمتلك سر قوتها في إيمانها واستعدادها للبذل في سبيل الله والحق.
وتبقى ذكرى الشهيد محطة خالدة يجدد فيها اليمنيون العهد والوفاء لتضحيات الأبطال، ويؤكدون أن الدماء التي أُريقت دفاعاً عن السيادة والكرامة لن تُنسى، وأن القيم التي ضحى من أجلها الشهداء ستظل منارة تهدي الأجيال وتغرس في النفوس روح الحرية والإباء مهما تعاظمت التحديات وغطرسة الأعداء.