ابن سلمان في واشنطن: صفقات التريليون وF-35.. أداة أمريكية لتسخير المنطقة
البيضاء نت | تقرير هاشم علي
في مشهد يعكس تحوّلًا استراتيجيًا خطيرًا، أعلنت الولايات المتحدة أن السعودية رفعت التزاماتها الاستثمارية داخل أمريكا إلى تريليون دولار، بعدما كانت 600 مليار، في خطوة تكشف مدى تسخير ثروات المملكة لخدمة الاقتصاد الأمريكي وتعزيز النفوذ العسكري والتجاري لواشنطن على نحو غير مسبوق.
كما أعلن البيت الأبيض عن حزمة مبيعات دفاعية تشمل طائرات F-35 في مراحل لاحقة، إلى جانب منظومة التسليح الحالية وعقود شراء نحو 300 دبابة أمريكية، ما يؤكد تزاوج المال بالسلاح ضمن استراتيجية أمريكية لتثبيت النفوذ والسيطرة على المنطقة.
زيارة ابن سلمان.. عودة مشحونة بالصفقات والخطر
تأتي زيارة ولي العهد السعودي بعد غياب امتد ثماني سنوات، مع استقبال لافت في البيت الأبيض، لتؤكد أن الرياض أصبحت شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة في تنفيذ مخططاتها الإقليمية.. تزامنت الزيارة مع قرار مجلس الأمن الدولي 2803، الذي شرّع الوصاية الدولية على قطاع غزة، في محاولة لتقويض المقاومة الفلسطينية وترسيخ مصالح العدو الإسرائيلي، بمشاركة دول عربية وإسلامية بارزة، ما يضع السعودية في قلب المشروع الأمريكي الصهيوني بالمنطقة.
الجانب الدفاعي والتقني.. تبعية كاملة
عقد وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، محادثات دفاعية مع الأمريكيين حول صفقات بمليارات الدولارات تشمل أسلحة نووية وطائرات الشبح F-35.. لكن كل هذه الصفقات تأتي ضمن قيود صارمة لضمان التفوق النوعي للعدو الإسرائيلي، كما يظهر من تجربة صفقة الأواكس “معصوبة العينين”، حيث سلمت الرياض الهيكل فقط مع استمرار السيطرة الأمريكية الكاملة على البرمجيات والقدرات الاستخبارية، لتأكيد أن القوة العسكرية السعودية خاضعة بالكامل لواشنطن.
المصالح الأمريكية الخاصة تتقاطع مع السياسة
تتجلى أبعاد الزيارة الاقتصادية والشخصية للرئيس الأمريكي، حيث تمتلك عائلته مشاريع ضخمة في دبي وجدة وقطر، ويشارك محمد بن سلمان في مشروع تطوير الدرعية، ما يوضح تداخل المصالح الشخصية مع السياسة الخارجية، واستخدام ثروات السعودية كأداة أمريكية لتوسيع نفوذها.
محور المقاومة تحت مرمى السيطرة الأمريكية
لا تقتصر الزيارة على المال والسلاح، بل ترتبط بخطط لتوسيع النفوذ الأمريكي على محور المقاومة: لبنان، اليمن، وإيران.. وتعول واشنطن على السعودية لتكون الركيزة الأساسية لتنفيذ مشاريع إعادة رسم المنطقة، مع دفع الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، في إطار خطة تهدف إلى استباحة مقدرات الأمة وتفكيك قواها الوطنية.
تذكير بتاريخ الصفقات الأمريكية
تستعيد الزيارة ذكرى صفقة الأواكس في الثمانينيات، حيث جُردت السعودية من القدرات الهجومية والاستخبارية، مع بقاء السيطرة الكاملة للولايات المتحدة على البرمجيات والبيانات الاستخبارية، لتؤكد أن الصفقات الأمريكية تأتي دائمًا ضمن إطار الحفاظ على التفوق النوعي للعدو الإسرائيلي، وليس خدمة لأمن السعودية أو استقلال القرار العربي.
بين الصفقات والتطبيع.. السعودية بوابة الوصاية
بين صفقات التريليون وF-35، وبين مشاريع التطبيع والهيمنة الأمريكية، تظهر زيارة ابن سلمان رمزًا لتحويل السعودية إلى أداة تنفيذية للوصاية الأمريكية في المنطقة، بينما تبقى مصالح واشنطن والكيان الإسرائيلي في قلب أي تحرك، على حساب استقلال القرار العربي ومصالح شعوب الأمة.