نهاية الغيظ وبداية الفيض!

البيضاء نت | مقالات

بقلم / إيمان شرف الدين

 

يودّعنا عام ٢٠٢٥ وهو يجرّ أذيالَ الخيبات والآلام، في خجلٍ واستياءٍ من عجزه عن صناعة كلّ ما تمنّيناه نحن العرب والمسلمين؛ بدءًا بالانتصاف الكامل لغزّة، وانتهاءً بإخراج الغُدّة السرطانية من أرض الإسراء والمعراج.

هذا العام الذي واكب العامَ الذي قبله في الأحداث والمجريات، ليكون امتدادًا للحظة الصفر التي فجّرها السابع من أكتوبر المبارك، والذي—لولا تخاذل المتخاذلين—لتحوّل هذا السابع وكلّ ما بعده إلى انتصاراتٍ ساحقة على العدو، وإلى بوّابة الإخراج النهائي له، وليكون عامه والأعوامُ التي بعده مواعيدَ تاريخيةً يُسجّلها التاريخ للاحتفاء بها. ولكن، ومجدّدًا، لولا تخاذل المتخاذلين، لما كان ما بعد السابع غيظًا، ولا حزنًا، ولا وجعًا لنا نحن العرب، ولتحوّلت كلّ أيام المواجهة مع العدو إلى أيام فيضٍ من الانتصارات والإنجازات.

فليرحل عام ٢٠٢٥، ولترحل كلّ الأعوام التي قبله، باستثناء بعض الأيام المباركة فيها، التي كانت المقاومةُ فيها غيظًا للعدو ووجعًا له، وليأتِ عامُ الفيض؛ فيضُ الانتصارات والإنجازات التي لا يكون معها مصيرُ العدو إلا الزوال.

عامُ الفيض—بإذن الله—سيكون العام القادم، ٢٠٢٦م؛ لأنّه، ووفق تحليلاتٍ واستراتيجيات، ما الذي تبقّى للعدو من عوامل النصر والتمكين؟! لا شيء. لقد أفرغ العدوّ كلّ إمكاناته في الأعوام الماضية، ولم تتبقَّ أيّ أوراقٍ أو قدرات؛ فكلّ ما يمتلكه العدو أصبح مكشوفًا، فلا جديد عليه. سيكون الجديد مع المقاومة، وستكون المفاجأة منها، لتتبدّل المعادلات، فتبدأ التحوّلات، وكلّ ذلك سيقود حتمًا إلى الغاية المرجوّة منذ بدء المقاومة:

(القضاء على الكيان الإسرائيلي، وتحرير كامل الأراضي العربية)

وضعوا خطّين أحمرين تحت عبارة: كامل الأراضي العربية؛ بمعنى: حتى المملكة العربية السعودية، حتى الإمارات، حتى قطر، العراق، سوريا… كلّ ما للكيان من قواعد أو تواجدٍ فيه سيغدو تاريخًا ماضيًا، سيُعاد بناؤه وتُعاد كتابته. وقد يستمرّ هذا التغيير وهذا التحوّل لأعوامٍ عدّة، تبدأ كلّها من عام ٢٠٢٦—عام الفيض ونهاية الغيظ.