من أطفال الحجارة إلى فرسان الصواريخ

البيضاء نت | مقالات 

بقلم / زياد عطيفة   

من قلب حصون الصهاينة، ومن سُبات أوهامهم، من كُـلّ شبر يظنونه محصَّنًا، تخرج لهم أشبال بصرخة حق تذكرهم أن هذه الأرض تلفظهم، غضبنا يغلي كالجمر تحت الرماد، وأن الصمت وإن طال فإن لهٌ رجالًا تصول وتجول وتصنع المعجزات، وأن من ينجو من لهيب غزة من جنودهم، سيحل عليه القصاص، في القدس وكل بقعة من الأرض المحتلّة، فهذه البلاد لا تعقر عن إنجاب الأبطال.. وما الصمت إلا صبر يغسل القلوب في ساعة الثأر والقصاص.

رمز المقاومة وأشبال صرخة الحق و”أطفال الحجارة” بالأمس، هؤلاء الأطفال يمثلون مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، حَيثُ استخدموا الحجارة كأدَاة للتعبير عن رفضهم للظلم. ولكن مع مرور الزمن، تطورت أشكال المقاومة، وأصبح هؤلاء الأطفال اليوم يُعتبرون “فرسان حجارة داوود” و”أبطال صواريخ” اليوم.

“أشبال صرخة الحق” اليوم، هم قادةُ المستقبل الذين يسعَون إلى تحقيق الحرية لشعبهم. في هذا السياق، تمثل الصواريخ كأدَاة جديدة تعكس تطور الصراع، ويتجلى تاريخ طويل من النضال المُستمرّ، في القضية الفلسطينية؛ مِن أجلِ تحقيق الحرية والعدالة.

غيابُ الدعم العربي والدولي لفلسطين، وفي ظل العدوان الصهيوني المحتلّ، وكثافة نيرانه والقصف الجوي وَالمدفعي، لم يمنع غزةَ من البروز وحدها بصمود أُسطوري مقاوم رافض للاستسلام، وابتكار ميداني تجاوز الحسابات التقليدية في ميزان القوى، فقد أعلنت المقاومةُ الفلسطينية عن إطلاق عملية “حجارة داوود” في مواجهة العدوان الصهيوني، وحرب الإبادة، في دلالة رمزية على صراع غير متكافئ ظاهريًّا، لكنه يعكس إرادَة لا تلين.

إن “الحجارة التي حملها أطفال غزة أصبحت اليوم صواريخ ومضادات وطائرات مسيّرة في أيدي رجال مقاومين صنعوا من العجز والعدم قوة وتحدٍّ”.

والاسم المختار للعملية، حجارة داوود، ليس عشوائيًّا، بل هو نفي صريح لاحتكار الكيان الصهيوني للرمزية الدينية، وتأكيد أن الأنبياء والرسل يرفضون قتل الأبرياء وإبادة الشعوب.

 

“حجارة داوود” تنتصر:

في خضم المعركة، ترتفع أصوات الثبات من تحت الركام، فـ”أطفال الحجارة كبروا”، و”حجارتهم بالأمس، أصبحت حجارة داوود” اليوم، تقارع جيش الصهاينة وتواجه دباباتهم، وتُحرج الأنظمة، وتقول لها إن هذه المعركة، ليست فقط جولة في الحرب على غزة، بل نقطة تحول في طبيعة المواجهة مع الاحتلال، وكشف عن توازنات قوى جديدة تُرسم في المنطقة، وأنه سيكون لغزة فيها موقع مهم، كقوة لا يمكن تجاوزها.

إنهم أشبال الأمس الذي نطقوا بالحق!

وعندما يقول: لـ (إسرائيل) “ستكون نهايتكم سحقًا تحت أقدامنا”، فليعلم العالم كله – بلا ريبٍ ولا تردّد – أنهم سيفعلٌ، وهم أصحاب الوعد الصادق، والضربة القاضية!

فـالزمان بيد الله..

والمكان: أرض الله وبيت المقدس..، حَيثُ تُطحن عظام الجبابرة!

وعلى الله اتكلوا.. وهو ناصرهم، ومُهلك أعدائهم.. وبيده النصر العظيم!”.