من الساحل إلى قلب صنعاء.. خيوط التحالف الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي تتشابك لإشعال الفوضى في اليمن

البيضاء نت | تقرير 

في ظل حرب متعددة الأوجه تستهدف اليمن، تتكشف يوماً بعد آخر خيوط مخطط خطير تقوده الولايات المتحدة و”إسرائيل” بواجهة إماراتية، وبمشاركة أدوات محلية معروفة باسم “العفافيش”، لتشكيل أخطر جبهة حرب ناعمة بعد فشل العدوان العسكري المباشر في إخضاع الشعب اليمني.

 

تحالف ثلاثي في الظل

الوثائق المسربة والمعلومات الاستخباراتية تشير إلى وجود تنسيق وثيق بين أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية من جهة، والنظام الإماراتي من جهة أخرى، مع مجموعات محلية تنقسم إلى تيارين:

  • التيار الأول: قيادات “المؤتمر الشعبي العام في المنفى” المتواجدة في المخا وعدن وأبو ظبي والقاهرة وعمان، وتعمل كواجهة سياسية وإعلامية للمشروع.

  • التيار الثاني: عناصر متخفية داخل اليمن، لا ترتبط بالحزب تنظيمياً، لكنها تتحرك في المجتمع تحت غطاء الأوضاع الاقتصادية، وتعد الذراع التنفيذية الميدانية، على اتصال مباشر مع الاستخبارات الإسرائيلية عبر وساطة إماراتية.

صفقات سرية وقواعد استراتيجية

التقارير الأمنية تكشف عن لقاءات سرية بين طارق عفاش وضباط من الموساد في القاعدة الأمريكية بجيبوتي، نتج عنها اتفاقيات تمنح إسرائيل امتيازات استراتيجية في جزيرة ميون وميناء المخا مقابل دعم مالي وعسكري سخي.
هذه العلاقات ليست جديدة، بل امتداد لنهج تاريخي من الولاء للقوى الأجنبية، وقد تحوّل رموز النظام السابق بسرعة إلى وكلاء للمشروع الإسرائيلي تحت مظلة “شرعية” جديدة.

ركائز المخطط

المخطط الأمريكي الإسرائيلي يقوم على أربع ركائز أساسية:

  1. الدعم المالي: تمويل إماراتي ضخم يقدّر بـ 50 مليون دولار شهرياً لشراء الولاءات وتحريك الشارع بشعارات معيشية ووطنية مزيفة.

  2. التحريض الإعلامي: استغلال مناسبات وطنية لبث خطاب معادٍ لـ”أنصار الله” وتبرئة التحالف وأمريكا وإسرائيل من الحصار والانهيار الاقتصادي.

  3. التجسس العسكري: محاولات لاختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية، منها إنشاء “قوة 400” كشبكة تجسس متطورة لرصد مواقع الإطلاق والتحركات العسكرية.

  4. التنسيق الميداني: انضمام طارق عفاش لتحالف البحر الأحمر بقيادة واشنطن لحماية السفن الإسرائيلية، في خطوة اعتبرتها صنعاء خيانة وطنية صريحة.

الساحل الغربي.. القاعدة المتقدمة

التحركات على الأرض تركز على تحويل الساحل الغربي إلى منصة عسكرية متقدمة للعدو الإسرائيلي، عبر تهجير سكان جزيرة ميون وبناء قواعد عسكرية ومواقع تشويش إلكتروني، إلى جانب نشاط مشبوه في مطار المخا المموّل إماراتياً، حيث يتم نقل أسلحة إسرائيلية ويدير العمليات ضباط إسرائيليون تحت غطاء “خبراء أمنيين”.

الإمارات.. الحاضنة السياسية والمالية

أبو ظبي تمثل محور التمويل والتنسيق السياسي، وتؤمّن الغطاء الدبلوماسي واللوجستي للقاءات السرية بين أدواتها اليمنية والمسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، مع حملة إعلامية منظمة لتلميع صورة “العفافيش” كبديل محتمل للحكم.

فشل متوقع ورفض شعبي

رغم الدعم الخارجي، يواجه هذا المخطط رفضاً شعبياً واسعاً، وصنعاء أثبتت امتلاكها قدرات متقدمة في كشف الخلايا التجسسية وإحباط محاولات الاختراق، كما أن التمسك بدعم فلسطين زاد من تماسك الجبهة الداخلية وأفشل رهانات العدو على إثارة الانقسام.

خلاصة المشهد: المخطط الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة المؤامرات التي استهدفت اليمن لعقود، ومصيره الفشل أمام وعي وصمود الشعب اليمني، الذي يربط معركته الداخلية بالدفاع عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.