اليمن سند غزة وكابوس واشنطن وتل أبيب: البحر الأحمر يتحول لساحة صراع استراتيجية

البيضاء نت | تقرير 

من جبال اليمن الشامخة إلى سواحل البحر الأحمر المشتعلة تحت شمس الصحراء، كتب اليمن فصلاً جديدًا في الصراع الإقليمي والدولي. لم يقتصر دعم اليمن لغزة على التصريحات السياسية، بل تجسّد عمليًا في ضربات صاروخية وطائرات مسيّرة، أظهرت قدرة الدولة المحاصرة على تهديد المصالح الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر.

 


العمليات العسكرية اليمنية:

بدأت الحكاية بطائرات مسيّرة تتسلل كطيور الليل عبر البحر الأحمر، وزوارق سريعة ترافق السفن المريبة، لتغلق طرق الإمداد إلى ميناء “إيلات”. لم تكن العمليات مجرد هجمات، بل رسائل استراتيجية تقول إن اليمن قادر على اختراق الدفاعات المتطورة الأمريكية والإسرائيلية، وتحويل البحر الأحمر إلى مسرح للنار والسيطرة.


تأثير الميدان على القوى الكبرى:

الضربات الأمريكية لم تُضعف القدرات اليمنية، بل أظهرت أن الدولة المحاصرة يمكنها مواجهة الأسلحة الحديثة واستهداف العمق الإسرائيلي. إسرائيل التي كانت تعتبر البحر الأحمر طريقًا آمنًا وجدت نفسها أمام فخ محكم، والولايات المتحدة التي تتحكم في طرق التجارة العالمية اكتشفت أن جزءًا من شريانها الاقتصادي يمكن أن يُشلّ بيدٍ جنوبية.


زلزال اقتصادي في إسرائيل:

الحصار البحري اليمني أدى إلى تداعيات اقتصادية كبرى:

  • توقف ميناء “إيلات”، تباطؤ التجارة، هروب الاستثمارات، وإغلاق أكثر من 60 ألف شركة.

  • ارتفاع تكلفة مواد البناء نتيجة منعطفات السفن وزيادة أقساط التأمين.

  • انخفاض شركات الطيران ومطار “بن غوريون” وفقدان الوجهات الجوية.

  • تهديد منصات الغاز والكابلات البحرية، وزيادة كلفة الشحن والتأمين بنسبة فاقت 300%.

الإعلام العبري أكد أن الحصار البحري ألحق أضرارًا مباشرة بقطاع البناء والنقل والسياحة، بينما خبراء الصناعة وصفوا الهجمات اليمنية بأنها أعادت رسم خرائط سلسلة التوريد العالمية.


تكاليف واشنطن الدفاعية:

الولايات المتحدة دفعت مليارات الدولارات لتأمين الملاحة البحرية عبر صواريخ متطورة ومدمرات بحرية، مع انخفاض مخزون الصواريخ الاعتراضية بنسبة كبيرة. ونتيجة لذلك، تبحث البحرية الأمريكية عن بدائل أقل تكلفة لمواجهة تهديد الطائرات المسيّرة، مع تكبد شركات الشحن الأمريكية خسائر فادحة بسبب ارتفاع أقساط التأمين وتأخر وصول البضائع.


توسع العقوبات اليمنية:

أعلنت حكومة صنعاء عقوبات على 64 شركة شحن، محذرة من أن أي سفينة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية ستكون هدفًا محتملًا. هذه العقوبات رفعت مستوى المخاطر على الشركات العالمية وأعادت البحر الأحمر إلى صدارة الصراع الاستراتيجي الدولي.


تأثير الحرب على القوى الدولية الأخرى:

البحرية البريطانية والإيطالية شهدت تراجعًا ملحوظًا في قدراتها بسبب العمليات اليمنية، مما أضعف الحضور البحري الغربي في الشرق الأوسط. خبراء الملاحة أكدوا أن أي نشاط تجاري مرتبط بإسرائيل صار معرضًا للخطر، حتى لو لم يكن مباشرًا.


ختاماً اليمن اليوم ليس مجرد دولة على أطراف الجزيرة العربية، بل قلب نابض في مواجهة تتجاوز حدود غزة لتصل إلى السياسة العالمية. بيدٍ جنوبية، وعرق الفقراء وصبرهم، يمكن أن تُهزّ عروشًا قامت على الحديد والنار، وتتحول البحر الأحمر إلى ساحة استراتيجية لا تقل أهمية عن الجبهات التقليدية في غزة ولبنان.