خارطة التخاذل العربي تتسع مع تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي
البيضاء نت | تقرير
لم تعد العديد من الأنظمة العربية تحاول حتى الحفاظ على مظهر الكرامة أمام شعوبها، في ظل الانصياع الواضح للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية. ومن لبنان إلى مصر مرورًا بالسعودية والأردن، تتضح تبعية هذه الأنظمة لمصالح الاحتلال الإسرائيلي على حساب مصالح شعوبها وكرامتها.
يتابع المواطن العربي بدهشة تنازلات حكوماته أمام سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل، في وقت يعلن فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن مشروع “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات، في تجاهل تام للحقوق الفلسطينية وللسيادة العربية.
الانكسار العربي أمام الاحتلال
لم تعد الأنظمة العربية تبذل أي جهد للحفاظ على مظهر الكرامة أمام شعوبها، بل باتت تسير وفق أجندات أمريكية وإسرائيلية واضحة. من لبنان إلى مصر مرورًا بالسعودية والأردن، يبدو التبعية العربية المكشوفة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية واضحة في كل قرار رسمي، بما يخدم مصالح الاحتلال على حساب مصالح شعوبها وكرامتها.
تصريحات الاحتلال وتصاعد تهديداته
أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرًا عن مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي يمتد من النيل إلى الفرات، مستهدفًا أراضي مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق. في الوقت نفسه، تتعامل إسرائيل مع الضفة الغربية وكأنها مسألة محسومة، رغم كل التنازلات والخضوع من السلطة الفلسطينية.
سوريا وموقف الجولاني
مع سيطرة جماعات مسلحة على الحكم في سوريا، صرح الجولاني بعدم نيته مواجهة إسرائيل. وفي المقابل، واصلت إسرائيل احتلال مرتفعات الجولان، واجتياح جنوب سوريا، وقصف المنشآت الحيوية والعسكرية دون أي رد عربي ملموس، ما يعكس هشاشة الموقف العربي تجاه العدوان.
لبنان.. انتزاع قوة المقاومة
في لبنان، تحاول الولايات المتحدة إجبار الحكومة على إضعاف المقاومة، بالتوازي مع الاعتراف الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب. الحكومة اللبنانية تتبنى مواقف واشنطن العدائية تجاه المقاومة دون ضمانات لحماية سيادة لبنان، ما يضع المواطنين في مواجهة مباشرة مع مخاطر الاحتلال دون وسائل دفاع حقيقية.
السعودية والفلسطينيون
تتبنى السعودية موقفًا متساهلًا تجاه الاحتلال الإسرائيلي، مع حرص مفرط على تصفية المقاومة الفلسطينية وتسليم غزة والضفة على طبق من ذهب للعدو. وفي الوقت الذي تدعي فيه الرياض دعم إقامة الدولة الفلسطينية، يثبت الواقع أن القدرة على حماية الشعب الفلسطيني غير موجودة، في ظل طموحات الاحتلال بـ”إسرائيل الكبرى”.
التواطؤ الاقتصادي مع الاحتلال
تستمر الحركة التجارية بين بعض الدول العربية وإسرائيل بوتيرة متزايدة، لا سيما مع مصر وتركيا. تشمل الصادرات والواردات معدات إلكترونية وصناعية وزراعية وطبية وعسكرية، إلى جانب الغاز والنفط والخدمات التكنولوجية، ما يعزز الاحتلال اقتصاديًا ويدعم جهوده العسكرية ضد الفلسطينيين.
من التواطؤ إلى المشاركة في الجرائم
مع استمرار هذه السياسات، تتحول بعض الدول العربية من متفرج على جرائم الاحتلال إلى مشارك مباشر في تعزيز قوته الاقتصادية والعسكرية، ما يعكس أزمة عميقة في السيادة والكرامة العربية، ويزيد من هشاشة الموقف العربي أمام العدوان الإسرائيلي المستمر.