القبيلة اليمنية والمولد النبوي.. وحدة القلوب وصفاء الهوية

البيضاء نت| مقالات 

 بقلم/ الشيخ/ محمد مشرح

 

يمثل المولد النبوي الشريف في اليمن كل عام أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ فهو حدث جامع يختزل في طياته القيم الروحية والاجتماعية التي توارثها اليمنيون جيلاً بعد جيل, وفي قلب هذا المشهد، تبرز القبيلة اليمنية بدور محوري يجعل من المولد النبوي مهرجاناً للهوية والإيمان.

 

ومنذ أن أشرقت أنوار الإسلام في اليمن، ارتبطت القبيلة برسول الله صلوات الله عليه وآله ارتباطاً وجدانياً عميقاً, وما إن يقترب يوم الثاني عشر من ربيع الأول ذكرى مولد خاتم الأنبياء وأشرف الرسل  وسيد المرسلين ورحمة الله للعالمين، حتى تتحول القرى والبلدات إلى لوحات خضراء مضيئة، وتعلو أصوات المدائح النبوية في المجالس والأسواق، ويجتمع الناس حول موائد الكرم القبلي، في تظاهرة روحية لا تخطئها العين.

 

إن احتفاء القبائل بهذه المناسبة ليس مجرد عرف اجتماعي، بل هو رسالة دينية ووطنية في آنٍ واحد؛ فالمولد النبوي يعزز اللحمة بين أبناء المجتمع، ويجدد العهد بالقيم التي جاء بها الرسول الكريم: الرحمة، العدل، والتسامح, وفي زمن التحديات، تتحول هذه الذكرى إلى منبر للوحدة ومصدر قوة معنوية متجددة.

 

إن القبيلة اليمنية، وهي تحيي هذه المناسبة العطرة، تؤكد أنها ليست مجرد تشكيل اجتماعي تقليدي، بل هي وعاء إيماني وثقافي يحفظ السيرة النبوية في الذاكرة الجمعية، وينقلها حية نابضة إلى الأجيال.

وهكذا يبقى المولد النبوي في اليمن موسماً يتجدد فيه الولاء للرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، وتجتمع فيه القبائل على كلمة سواء: كلمة الإيمان والمحبة والوفاء..

*شيخ ضمان عزلة شخب عمار مديرية النادرة بمحافظة إب.