ثورة الشعب في وجه الإرهاب .. 21 سبتمبر تكشف تحالف النظام السابق مع القاعدة بتوجيهات أمريكية (شاهد الدليل)
البيضاء نت | تقرير طارق الحمامي
ما قبل ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، شهدت اليمن تحولات أمنية وسياسية كبرى، لعب فيها النظام السابق دورًا رئيسيًا في تشكيل ملامح الوضع الأمني، داخليًا وخارجيًا، تشير تقارير وشهادات إلى ضلوع هذا النظام في فتح المجال أمام تنظيم القاعدة، تحت غطاء التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة، خدمةً للمشروع الاستعماري والهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة
فتح بوابة الأراضي اليمنية أمام القاعدة بتوجيه أمريكي
قبل ثورة 21 سبتمبر، اتهمت جهات يمنية وإقليمية رئيس النظام الأسبق ’’عفاش’’ بأنه سهّل دخول عناصر من تنظيم القاعدة إلى اليمن من مختلف الدول، خاصة من مناطق النزاع مثل أفغانستان والعراق، وذلك تنفيذًا لتوجيهات أمريكية غير معلنة، بهدف استخدام هذه العناصر كورقة ضغط في الداخل وتبرير التدخلات الخارجية، النظام أتاح عبر تسهيلات أمنية وعسكرية دخول عناصر أجنبية منتمية للقاعدة إلى الأراضي اليمنية، خاصة في المحافظات الجنوبية مثل أبين وشبوة والبيضاء، وكذلك في محافظات شمالية ذات طابع جبلي.
التنسيق مع الاستخبارات الأمريكية
كشفت وثائق متعددة وتسريبات إعلامية عن تعاون وثيق بين أجهزة الأمن اليمنية آنذاك والاستخبارات الأمريكية (CIA)، تحت عنوان “مكافحة الإرهاب”، غير أن هذا التعاون استخدم لتغذية الفوضى وتمكين تنظيم القاعدة من التوسع، خاصة في الفترات التي سبقت أو تزامنت مع الانتخابات أو التحركات الشعبية.
إدماج عناصر القاعدة في الجيش اليمني
من أخطر الممارسات التي ارتكبها نظام عفاش، هو قيامه بإدماج عناصر من تنظيم القاعدة في المؤسسة العسكرية، ومنحهم رتبًا عسكرية بناءً على مدة “مرابطتهم” في أفغانستان، أحد العناصر المصريين المنتمين للقاعدة، ممن تم إدماجهم في الجيش اليمني، وثق شهادته بالصوت والصورة في لقاء مع قناة الجزيرة ، كشف في شهادته أن عفاش كان يعتبر “الجهاد في أفغانستان” أحد مقاييس الدمج ، ويمنح على أساسه الرتب بحسب سنوات المكوث في أفغانستان، بل ويُكافئ بعض العناصر بمنح قيادية ومخصصات مالية، النظام استخدم هؤلاء العناصر في تنفيذ عمليات أمنية ذات طابع مزدوج، ضرب الخصوم السياسيين في الداخل، وخلق بيئة “مضطربة” تُبرر للولايات المتحدة استمرار تدخلها العسكري والاستخباراتي في اليمن، ولكن المفاجئة في هذه الشهادة الموثقة كان معرفة عفاش أن عناصر القاعدة تريد احتلال الجنوب وعلمه بقوام تلك العناصر التي تجاوزت العشرون ألف عنصر، وفيما يلي أحد الأدلة :
خدمة المشاريع الأمريكية
كان الهدف الأساسي من هذه السياسات، بحسب مصادر سياسية وأمنية، هو تنفيذ مشاريع أمريكية استراتيجية في المنطقة، من أبرزها، إبقاء اليمن في حالة “لا استقرار” دائم، بما يبرر وجود القوات الأمريكية تحت غطاء الحرب على الإرهاب، والسيطرة على الممرات البحرية الدولية، خاصة باب المندب وخليج عدن، لضمان تأمين الوجود الصهيوني في البحر ، وإضعاف القوى الوطنية والإسلامية، ومنع تشكل أي مشروع استقلالي أو مقاوم للهيمنة الغربية.
نتائج هذه السياسات على الواقع اليمني
تفكك المؤسسة العسكرية والأمنية، بعد اختراقها من قبل عناصر غير منضبطة أو تابعة للاستخبارات الأمريكية، وصعود تنظيم القاعدة في مناطق متعددة، وتنفيذه لعمليات استهدفت الجيش والمواطنين، وتوسيع التدخل الأمريكي، من خلال الطائرات بدون طيار (الدرون) التي قتلت مدنيين كثيرين بذريعة ملاحقة الإرهاب.
ثورة 21 سبتمبر .. تكسر الوصاية وتحطم الإرهاب
مع انطلاق ثورة 21 سبتمبر، تغيّر المشهد بالكامل، فقد وضعت الثورة في مقدمة أولوياتها تحرير القرار اليمني من الهيمنة الأجنبية، وإنهاء حالة الانفلات الأمني الذي وفّر بيئة خصبة لنمو التنظيمات الإرهابية، ومع دخول القوى الثورية إلى العاصمة صنعاء، بدأت عملية تطهير واسعة لمراكز النفوذ التابعة لعفاش، والتي تبنت تنفيذ التوجيهات باتاحة التمدد للقاعدة في المحافظات اليمنية الجنوبية تحديداً .
وخاضت الثورة مواجهات مباشرة مع عناصر القاعدة في أكثر من جبهة، وتمكّنت من تفكيك خلاياها، وملاحقة قياداتها في البيضاء، مأرب، شبوة، أبين، وتعز، وقد كشف الواقع الميداني في كل معاقل القاعدة التي تم مداهمتها أنها كانت تحصل على دعم عسكري ولوجستي من أطراف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنظام عفاش وبتنسيق مع أطراف خارجية
خاتمة
شكلت سياسة عفاش في التعامل مع تنظيم القاعدة أحد أكثر الملفات غموضًا وخطورة في التاريخ السياسي والأمني اليمني الحديث، وتشير المعطيات إلى أن هذه السياسات لم تكن اجتهادات فردية، بل جاءت ضمن تنسيق دولي وإقليمي لخدمة مشاريع استعمارية، استخدم فيها اليمن كمنصة، وشعبه كوقود لصراعات لم يكن له فيها ناقة ولا جمل