رعاة الإرهاب ومهندسو الفوضى

البيضاء نت | مقالات 

بقلم / خلود سفيان

 

 

في خضم التقلبات العنيفة التي تعصف بالمنطقة العربية، تتكشف فصول درامية لم يسبق لها مثيل، حيث تتقاطع المصالح وتتشابك الخيوط، وتتحول ساحات الدول إلى رقع شطرنج لمنافسات إقليمية عاتية. إن المشهد الحالي ليس مجرد نتيجة لصدامات عابرة، بل هو انعكاس عميق لظاهرة تآكل البنية الداخلية بفعل قوى العمالة ونفاق. إنهُ عمل دولتي الشر السعودية والامارات التي تسعيان إلى مد نفوذهما وتوسيع دائرة تأثيرهما على حساب استقرار ووحدة الشعوب.

إنهما ومن خلال ماتقومان ده من  تمزيق  الشعوب العربية بزرع الفتنة داخله

عندما يحل الدمار وتشتعل نيران الحروب الأهلية في زوايا المنطقة، تبدأ الأنظار تتجه نحو الأطراف التي تغذي هذه الصراعات إنها وبلاء شك السعودية والإمارات أذرع التنافس التي تستثمر في الفوضى وتجد في التشرذم الوطني أرضاً خصبة لتحقيق أهدافها الجاسوسية. هذه القوى لا ترى في تفكك الأمة خسارة بل تراها فرصة لتحقيق مكاسب استراتيجية لتتحول مقدرات الشعوب وطموحاتها إلى مجرد أوراق تفاوض على طاولات القوى الكبرى من أجل مصالحها.

 

إن ما نشهده من مآسٍ في اليمن، والسودان، وسوريا، وغيرها من البؤر الساخنة، يحتم علينا التساؤل عن المخططين الحقيقيين ومهندسي الفوضى. فالمعارك لا تُدار بأيادٍ محلية صافية وحسب، بل هي نتيجة لتدخلات وتخطيطات تأتي من عواصم تسعى لتقويض أي شكل من أشكال الوحدة أو النهوض الجماعي، مستغلة هشاشة الأوضاع الداخلية بذريعة المصالح الشعوب.

إن أخطر ما في هذه المرحلة هو الانزلاق نحو تبرير الأفعال بمظلة زائفة حيث يُرفع شعار إعادة الشرعية وغيرها من الأعذار الزائفة بينما تُزرع بذور الحقد والعداوة بين أبناء الوطن الواحد. تتحول الخلافات البسيطة إلى شرخ عميق ويُستبدل التركيز على العدو المشترك  بصراع داخلي يستنزف الطاقات والموارد.

إن هذه الممارسات التي تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وإثارة النعرات والفتن  إنه عمل قوى البغي التي تفضل الفساد والتشرذم فتغذي الإرهاب في المنطقة

 لأن قوتها تكمن في ضعف وتناحر جيرانها.

لقد حان الوقت لوقف نزيف الدم ورفع الوعي بحقيقة أن الامارات والسعودية لا تريدان مصلحة الشعوب الإسلامية بل تريد تفككها لتصبح هي ورأس الشر أمريكا هم المسيطر في المنطقة.

يجب أن تتحول طاقة الغضب واللوم إلى صف موحد يواجه التحدي الحقيقي وهو تحقيق السيادة العربية الكاملة والاستقرار الداخلي والعمل المشترك لمواجهة القوى التي ترى في دمارنا مكسباً. إن الأمة لن تنهض إلا بلم الشمل ورفض كل محاولات التفتيت وتوجيه الأنظار نحو غاية أسمى هي النهوض الشامل بعيداً عن ألالعيب السيطرة والتنافس.

ولنجعل السعودية والإمارات تغرقان في وحل إجرامهم.