السعوديّة في ميزان الولاء: تناقض مع القيم الإسلامية وولاءٌ لإعداد الأُمَّــة
البيضاء نت | مقالات
بقلم / شعفل علي عمير
عندما تتحوّل دولةٌ مثل المملكة العربية السعوديّة إلى أدَاة رخيصةٍ في أيدي الصهيونية، يتضح لنا جليًّا أن هذه الدولة لم توالِ اليهودَ الصهاينة فحسب، بل انخرطت في مؤامراتٍ تهدف إلى ضرب إخوانها المسلمين في جميع الدول العربية والإسلامية.
ويُعدُّ هذا الانحراف السافر عن القيم الإسلامية والتاريخ المشترك خيانةً للعقيدة؛ إذ إن الولاء الحقيقي يجب أن يكون دائمًا للمؤمنين ولقضاياهم العادلة.
والسؤال هنا: إذَا كان المالُ والثروةُ يستطيعان شراءَ السيادة والقوة، فإن الإجَابَة في هذا السياق واضحةٌ جليّة: لا يمكن للمال أن يشتري انتماء حقيقيًّا، ولا أن يخلق علاقاتٍ مبنيةً على الأخوّة والعقيدة.
فالمملكة، التي تمتلك ثرواتٍ طبيعيةً هائلةً وقوةً اقتصاديةً، لا يمكنها أن تحقّق سيادةً حقيقيةً ما لم تستند إلى أسسٍ دينيةٍ وأخلاقيةٍ متينةٍ تعزّز قيمَ الإخاء والولاء للإسلام والمسلمين.
لقد كشفت الأجهزة الأمنية اليمنية، في الأيّام الأخيرة، عن وجود جهودٍ استخباراتيةٍ مشتركةٍ تقودها (إسرائيل) والولايات المتحدة والنظام السعوديّ، تهدف إلى زرع عملاء لزعزعة الاستقرار في اليمن.
وليس من قبيل الصدفة أن تُحاك مؤامرةٌ كهذه من قلب العالم الإسلامي، حَيثُ الحرمان الشريفان، لتُرسم صورةٌ قاتمةٌ حول دور بعض الأنظمة العربية في اللعبة العالمية.
فقد ترك النظام السعوديّ كُـلّ شيءٍ من سيادته! بل رهن مؤسّساته العسكرية والأمنية وثرواته بأيدي الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، في تصرّفٍ غَبِيٍّ لا يمكن تخيّله، حتى إنه يثير السخرية! كيف يجرؤ على رهن سيادته وثرواته بأيدي هؤلاء؟!
لقد تحول النظام السعوديّ -بل وحتى النظام الإماراتي- إلى أدوات سهلةِ الاستخدام، بيادقَ في رقعة الشطرنج العالمي، تخدم مصالحَ قوى الاستكبار العالمي، بينما تتجاهل -أَو بالأحرى تتغافل- عن مصلحة الشعوب العربية والإسلامية.
هذه البيادق لا تتحَرّك إلا بأوامر القوى التي تسيطر على ثرواتها وتوجّـه سياساتها.
وفي الوقت الذي تستنزف فيه تلك القوى ما تشاء من ثرواتٍ ومواردَ تملكها دولُ الخليج، تبقى الشعوبُ تترقّب بصمتٍ مصيرَها الغامض المجهول.
إن ما يحدث ليس مُجَـرّد موالاةٍ لليهود الصهاينة، بل هو تحالفٌ صريحٌ يهدف إلى تدمير الأُمَّــة الإسلامية.
وما يجري في اليمن هو نذيرٌ بما يمكن أن يتكرّر في أي بلدٍ عربيٍّ أَو إسلاميٍّ آخر.
وما يثير الاستغراب حقًّا هو الصمتُ المطبق من الشعوب التي تستنزَف ثرواتُها وتُداس كرامتُها وسيادتُها.
ليدرك هؤلاء الحُمقى أن المالَ والثروةَ ليسا القوةَ الحقيقيةَ لأي أُمَّـة.
فالقوة الحقيقية تكمن في الانتماء الصادق للدين، وفي الوحدة بين المؤمنين، وفي الدفاع عن الحق والعدالة، وفي التصدي للظلم والاستعباد.
هذه هي الأسس التي تُبنى عليها قياداتُ الشعوب.
وقد حان الوقتُ للشعب العربي أن يستعيد كرامتَه ويُعلن كلمتَه.
عليه أن يفهم أن السكوتَ لن يؤدي إلا إلى مزيدٍ من الاستغلال والاستنزاف لثرواته وكرامته.
وعليه أن يطالب بسيادته، وأن يواجه أُولئك الذين يسعون لتمهيد الطريق للأعداء كي يستعبدوهم ويستغلوهم وينهبوا ثرواتهم.
فالدول والشعوب تُقاس بميزانٍ حقيقيٍّ لا يعتمد فقط على ما تملكه من ثروات، بل على مدى تمسّكها بالمبادئ والقيم الإسلامية الصحيحة.
والالتزام بالولاء للمؤمنين، والبراءةُ من الكافرين، هو أصدقُ معيارٍ يمكن أن تُقاس به شعوبٌ وقياداتٌ.
وكلُّ دولةٍ تحاول أن تحيد عن هذا المنهج، إنما تتخلى طوعًا عن موقعها وتأثيرها بين الأمم، وتنحاز إلى طريق الاستعباد والخنوع.