غزة على أعتاب الموت الجماعي ….حصار وتجويع وقتل جماعي في ظل صمت عالمي مشين
البيضاء نت | تقارير
يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهره العاشر، وسط تصاعد غير مسبوق في الكارثة الإنسانية. قطاع محاصر، منهك، مدمّر، وسكانه على أعتاب الإبادة الجماعية البطيئة، تحت القصف والتجويع وانهيار الخدمات الصحية، في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ القوى الكبرى.
المجازر مستمرة والموت تحت الركام
وفقاً لأحدث إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء منذ بدء الحرب بلغ 58,765 شهيداً، بينهم أكثر من 24,000 طفل وامرأة. وعلى مدار الأشهر الماضية، استُهدفت المنازل والمخيمات والمدارس والمستشفيات، دون تمييز.
شهادة من الطبيب محمود العلي – مستشفى الشفاء:
“نحن لا نعالج الجرحى فقط، نحن نحاول إبقاء الناس أحياء بأدوات شبه منعدمة. هناك جرحى تُجرى لهم عمليات جراحية بدون تخدير، ونساء تلد في الممرات.. والموتى في كل زاوية.”
أطفال غزة.. أشباح بلا طفولة
أكثر من 19 ألف طفل فلسطيني قُتلوا أو أصيبوا منذ بداية العدوان. أما الناجون، فيعانون من آثار نفسية مدمرة؛ فقدوا أهلهم، منازلهم، مدارسهم، وأمانهم.
تقارير “اليونيسف” تحذّر من أن جيل الأطفال في غزة يعيش في بيئة “غير إنسانية”، محذّرة من اضطرابات طويلة الأمد مثل الصدمة، الاكتئاب، والتبول اللاإرادي.
أم محمد – نازحة من شمال غزة:
“ابني عمره 8 سنوات، كلما سمع صوت طائرة يبكي ويصرخ: ماما راح نموت! ما عدنا نعرف نواسيهم ولا نخبي خوفنا عنهم.”المجاعة تضرب الشمال.. والناس يموتون من الجوع
أكثر من مليون فلسطيني يعانون من الجوع الحاد، ولا سيما في شمال غزة حيث تمنع قوات الاحتلال دخول المساعدات الغذائية.
شهدت الأسابيع الأخيرة وفاة عشرات الأطفال جوعاً، في مشهد يعيد إلى الأذهان كوارث الحصار في التاريخ الإنساني الحديث.
أبو يوسف – من سكان جباليا:
“رأيت جيراني يقتسمون قشرة خبز، وامرأة تطبخ أوراق الأشجار. نحن في زمن الموت البطيء، بلا طعام ولا أمل.”
البنية التحتية.. صفر
- 85% من المنازل دُمرت أو تضررت
- 70% من المنشآت الصحية خرجت عن الخدمة
- انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه
- تحول المدارس إلى مراكز إيواء مكتظة وملوّثة
وبينما تقصف إسرائيل كل ما له علاقة بالحياة، لم تبقَ للناس خيارات سوى النزوح إلى العراء أو الموت تحت الأنقاض.
الوضع الإقليمي والدولي: صمت وتواطؤ
على المستوى الدولي، لم تتحرك أي جهة فاعلة لفرض وقف إطلاق نار دائم أو محاسبة إسرائيل، بينما تواصل الولايات المتحدة تزويد الاحتلال بالسلاح والذخيرة، وتُفشل أي مسعى لوقف العدوان داخل مجلس الأمن.
مواقف عربية محدودة تمثّلت في بيانات إدانة وخطابات عاطفية، بينما يصرّ الشارع العربي على التعبير عن غضبه في مسيرات وتظاهرات دعم لغزة، دون أن يُترجم ذلك إلى ضغط فعلي أو تحرك سياسي حقيقي.
هل من نهاية قريبة؟
غزة اليوم تُباد على الهواء مباشرة. العدوان ليس فقط عسكرياً، بل اقتصادي، صحي، نفسي، وإنساني.
ورغم الدمار الهائل، يبقى الشعب الفلسطيني صامداً، متمسكاً بحقه في الحياة والحرية، في وجه واحدة من أعتى آلات الحرب في العالم.
ويبقى السؤال معلقاً في ضمير العالم:
كم من الأطفال يجب أن يموتوا حتى يتحرك العالم؟