موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار: خطوة نحو هدنة أم تمهيد لتسوية شاملة؟
حماس تبلغ الوسطاء موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة
البيضاء نت | عربي دولي
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ومعها الفصائل الفلسطينية، موافقتها على المقترح المصري–القطري الجديد بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في خطوة اعتبرها مراقبون اختباراً جدياً لنوايا الاحتلال الصهيوني ومدى التزامه بتنفيذ الاتفاقات.
تفاصيل المبادرة
وفقاً لمصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، تتضمن المبادرة وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم خلالها:
-
إطلاق سراح عشرة أسرى صهاينة أحياء.
-
تسليم جثامين عدد من الأسرى المتوفين.
-
بدء مفاوضات مباشرة لصفقة تبادل أوسع تتضمن ترتيبات “اليوم التالي للحرب”، بضمانات إقليمية ودولية.
الوسطاء المصريون والقطريون قدّموا، بحسب مصادر فلسطينية، ضمانات مكتوبة تلزم الاحتلال بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، مع التعهد باستئناف المفاوضات للوصول إلى حل دائم.
الأبعاد السياسية والإنسانية
تأتي هذه الخطوة في ظل حصار خانق يفرضه الاحتلال منذ الثاني من مارس الماضي، عقب إغلاق معابر غزة أمام المساعدات الغذائية والطبية والوقود، ما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ومع استمرار العدوان منذ 22 شهراً، خلفت الحرب أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود، معظمهم من النساء والأطفال.
السيناريوهات المحتملة
-
تنفيذ الاتفاق: قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة تسمح بإدخال المساعدات وتخفيف المعاناة، مع احتمال توسيع المفاوضات نحو صفقة شاملة تشمل تبادل أسرى وترتيبات سياسية وأمنية لما بعد الحرب.
-
تعطيل أو مماطلة صهيونية: كما حدث في جولات سابقة، قد يستخدم الاحتلال الهدنة لكسب الوقت وإعادة التموضع عسكرياً، ما يهدد بانهيار الاتفاق سريعاً.
-
ضغط دولي متصاعد: موافقة حماس قد تُحرج الولايات المتحدة وحلفاء الاحتلال، وتضعهم أمام اختبار حقيقي لمدى جديتهم في إنهاء العدوان وإلزام “تل أبيب” بالاتفاقات.
ختاماً موافقة حماس على المقترح الأخير تعكس مرونة سياسية محسوبة وحرصاً على تخفيف المعاناة عن سكان غزة، لكنها في الوقت ذاته تضع الكرة في ملعب الاحتلال، الذي لطالما استخدم سياسة التسويف والتنصل من الالتزامات. ويبقى السؤال: هل ستقود هذه المبادرة إلى بوادر تسوية أوسع، أم أنها مجرد هدنة جديدة سرعان ما تنهار تحت وقع أطماع الاحتلال وداعميه؟