نور المولد النبوي: مناسبة تعكس عمق المحبة والإيمان

البيضاء نت | مقالات 

 

بقلم / محمد عبد المؤمن الشامي 

 

 

يستقبل اليمنيون ذكرى المولد النبوي الشريف للعام ١٤٤٧هـ – عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم – بفرحٍ غامر وبهجةٍ غامرة، فهي ليست مجرد مناسبة تقليدية تُضاف إلى صفحات التقويم، بل محطة روحانية واجتماعية عظيمة تتجذر في قلوبهم وقلوب كل المسلمين. إنّها ذكرى تُجدد الحضور الحي لمبادئ الرحمة والمحبة والإحسان التي جاء بها النبي الأكرم محمد – صلى الله عليه وآله –، وتعيد إلى الأذهان واجب الاقتداء بنوره وهديه في الحياة اليومية.

ومنذ وقت مبكر، تبدأ الاستعدادات في المدن والقرى اليمنية، حيث تتزين الشوارع والمنازل بالأضواء والرايات، وتكتسي العاصمة صنعاء وسائر المحافظات بحلّةٍ روحانية مهيبة، تعكس وحدة المجتمع في التعبير عن محبته العميقة للرسول الأعظم. وتمتزج الجهود الرسمية والشعبية في لوحة واحدة تُظهر تلاحم اليمنيين وتماسكهم حول قيم الرسالة المحمدية.

وتتنوع الفعاليات في هذه المناسبة بين المحاضرات الدينية والأمسيات العلمية التي تستعرض سيرة النبي الكريم وأخلاقه العطرة، وبين العروض الشعبية والأنشطة الثقافية التي تمزج بين التراث اليمني الأصيل وروح المناسبة النبوية. كما تُقام في القرى والمدن لقاءات اجتماعية وخيرية تعزز التكافل وتُقوي الروابط بين أفراد المجتمع، ليصبح الاحتفال بالمولد النبوي جامعًا بين الجانب الروحي والإنساني.

فالاحتفال بالمولد في اليمن ليس مجرد زينة وأهازيج، بل هو عهدٌ متجدد بالولاء للنبي – صلى الله عليه وآله – وتجسيد لقيمه في واقع الحياة. وهو مناسبة يحرص فيها اليمنيون على نشر معاني المحبة والتسامح، وتعميق روح الإيمان والانتماء للوطن ولدينهم، واستحضار سيرته العطرة كمنهاجٍ للنهضة والبناء.

وبرغم ما يواجهه اليمن من تحديات وظروف صعبة، يظل المولد النبوي شعلة أمل ونورًا متجددًا يوحّد الناس على الخير والإيمان. فالأضواء والزينة ليست مجرد مظاهر خارجية، بل هي رمز لولاء صادق، ومشاعر إيمانية متأصلة، وحضور روحي يترجم ارتباط اليمنيين الوثيق برسول الله – صلى الله عليه وآله.

وفي الختام، يبقى المولد النبوي الشريف في اليمن مناسبة نورانية تعكس عمق المحبة والإيمان، وتؤكد أن سيرة النبي الأعظم ستظل حاضرة في الوعي والوجدان، تُلهم الأجيال وتوحد المجتمع على قيم الرحمة والعدل والسلام. إنّه يومٌ لتجديد العهد مع الله ورسوله، وفرصة لإحياء الأخلاق المحمدية في واقع الناس، ليبقى اليمن أرضًا يتجلى فيها نور المولد المحمدي