23 يومًا تحت الركام.. “أحمد الهواري” ينجو من الموت بمعجزة في غزة

البيضاء نت | عربي دولي 

 

في واحدة من أكثر حكايات الصمود إثارة للدهشة، عاد الشاب أحمد الهواري إلى الحياة بعد أن قضى 23 يومًا محاصرًا تحت أنقاض منزله المدمر في حي الزيتون بمدينة غزة، لتتحول قصته إلى بارقة أمل لعائلات آلاف المفقودين.

الهواري، الذي أصيب برصاصة في كتفه منذ اللحظات الأولى للقصف الإسرائيلي، عالج نفسه بوسائل بدائية في ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليه. وخلال محنته عاش على نحو 20 لترًا من المياه غير الصالحة للشرب، وقسّم ما تبقى لديه من طعام إلى وجبات صغيرة ليطيل بقاءه حيًّا.

لكنه يؤكد أن الجوع والعطش لم يكونا أقسى ما واجهه، بل مشاهد الكلاب البوليسية والضالة وهي تنهش جثامين الشهداء من حوله، قائلاً: “كنت أخشى أن تكون نهايتي على أنيابها أكثر من القصف نفسه.”

على مدى تلك الأيام الثقيلة، كان يسمع أصوات الآليات العسكرية والروبوتات المتفجرة وهي تفتش بين المنازل المدمرة، حتى شعر أن كل ثانية تمرّ عليه كأنها سنوات طويلة. وعندما انسحبت قوات الاحتلال فجأة من المنطقة، سمع أصوات المدنيين وفرق الدفاع المدني تقترب، ليصف تلك اللحظة بأنها “ولادة جديدة أعادت الروح إلى جسدي.”

قصة الهواري لم تكن مجرد خبر نجاة فردية، بل رمز لإرادة الحياة وسط حرب الإبادة التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بدعم أمريكي وأوروبي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 64 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة عشرات الآلاف، فيما لا يزال آلاف المفقودين تحت الركام ينتظرون معجزة مشابهة.