سبت السابع من أُكتوبر.. الخطوة الأولى لدوران عجلة الانتصار

البيضاء نت | مقالات 

بقلم / محمد علي  الهادي

 

إجرام فوق الخيال يقابله صمودٌ فاق كُـلّ التوقعات.. رغم بشاعة العدوان على أبناء غزة العزّة، صمود رجال المقاومة في حماس حتى اليوم صدر فيه أبهى صور النصر كثمن لتضحيات الجنود والقادة العظماء من رجال محور المقاومة.

وبعد عشرات السنين من الصمت العربي والإسلامي أمام تدنيس الأراضي المقدّسة كُسِر اليوم أنف أمريكا وكَيان الاحتلال.

في هذه المرحلة من الصراع الوجودي تحقّقت عبارة (المتغطّي بالأمريكي عريان).

تمثل ذلك في الاعتداء الأمريكي الصهيوني على سيادة دولة قطر.

فإلى متى تبقى شعوب الأُمَّــة في سباتها؟ أَلَم يئن للأُمَّـة أن تصحو من غفلتها بعد تلك الجرائم الأمريكية بحق آلاف الأطفال من أبناء غزة؟ وما يجب أن يعرفه الجميع هو الحقيقة الغائبة لعشرات السنين؛ بسَببِ تعويل الشعب العربي والفلسطيني على استعادة حقهم المسلوب عبر ذئاب مجتمع التطرف الدولي، والذي أصبح موكلًا بديمومة سياسة استيطان الأرض الفلسطينية لعشرات السنين.

وهذا ما خلق أجواء خصبة لتمرير عدد من المؤامرات السياسية الغربية، والتي تمثلت في تثبيت كيان الإبادة والاستباحة كمِنصة انطلاق غربية في قلب الأُمَّــة العربية والإسلامية.

وخلالها تمت شرعنة جرائم الاحتلال المنطلق من نكبة ووعد بلفور عبر ذئاب مجتمع التطرف الدولي، من لا همّ لهم سوى التحري عبر أياديهم المسماة بالمنظمات الدولية لحصر عدد الضحايا الأبرياء، مما يمكن أصحاب شركات التجارة بالأرواح البشرية من القبض مقابل روح كُـلّ بريء.

وخير شاهد الأموال التي قدمت من أصحاب المعالي والسمو الملكي للمجرم ترامب كجزء من ما يجب عليهم دفعه.

العدوان على اليمن وغزة وجهان لعملة واحدة وسلوك إجرامي واحد — ليس هناك فرق.

والله سبحانه وتعالى يقول: {لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلَّا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ} (التوبة: 10).

مقياس اليهود الأول هو المصالح الذاتية، ولنا عبره فتوضيح كتاب الله كشف عن نفسياتهم القذِرَة.

وقال تعالى: ((وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) (البقرة: 247).

حال اليهود اليوم يكرّر منهجية أسلافهم السابقة بالسير على قاعدة المكر والكيد المُستمرّ على بعضهم البعض وعلى الآخرين، وهذا أهم سبب جعل اليهود شريحة غير مقبولة ومنبوذة في جميع أنحاء العالم.

ومنذ عام 1948م استمر الكيان المؤقت بقتل الأبرياء إلى تاريخ نور الثورة في الصراع مع الأمريكي في المنطقة عبر المحتلّين الصهاينة ككبش فداء للمصالح الأمريكية.

ما بعد طوفان الأقصى ليس كما كان قبله.

ولكم أن تتأملوا علامات نهاية الكيان المؤقت في الهروب المخزي للقوات البحرية الأمريكية من المنطقة بعد حضور ترسانة أمريكا التي لا هَمَّ لهم سوى مصالحهم.

ونقول للكيان المؤقَّت: (ما جاء مع الريح يذهب معها).

أمريكا اليوم تقايض بقبض ثمن دماء أطراف الصراع من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلية وغيرهم.

أيها اليهود، مجيء أمريكا ليس لإنقاذكم إنما لتتاجر وتستلم ثمن دمائكم أيها الصهاينة؛ لتتقمص دور المظلوم بحثًا عن فرصة المقايضة.

حوادث القوات الأمريكية لدفع المحتلّين إلى المحرقة وإيهام اليهود أنها تقف خلفهم لرفع سِفْك الإسراف الصهيوني في قتل أبناء غزة التي ستولد ثورة تلتهم كُـلّ يهود الاحتلال، ليستلم الثمن يهود الطرف الآخر بعد اكتمال دور التمثيل بالتباكي على دماء الصهاينة كمحاولة خاسرة لِمنْ يَذرَع من تبقى من أحرار الأُمَّــة العربية والإسلامية عبر استخدام الصهاينة العرب.

وعندها تفوز أمريكا بجائزة الصراع العربي الصهيوني.

مهمة التواجد الأمريكي لا تغني ولا تُسمن من جوع.

توهم الأمريكي ليس في محله في أنه سيقبض ثمن الصراع في المنطقة.

الجميع يعرف حجم القذارة التي تسعون إليها خُصُوصًا بعد أن طُرد يهود الاحتلال من بلادكم كشجرة خبيثة وكشريحة ممقوتة.

أيها الصهاينة، إسرافكم في قتل آلاف الأسر الفلسطينية دليل كامل على أنكم على علم بآيات الله، إنكم إلى زوال وهي سُّنة إلهية جرت على من قبلكم.